Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


33 : 1
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا
{ يا أيها النبي اتق الله } دم على تقواه { ولا تطع الكافرين والمنافقين } فيما يخالف شريعتك { إن الله كان عليما } بما يكون قبل كونه { حكيما } فيما يخلقه.
33 : 2
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
{ واتبع ما يوحى إليك من ربك } أي القرآن { إن الله كان بما تعملون خبيرا } وفي قراءة بالتحتانية.
33 : 3
وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا
{ وتوكل على الله } في أمرك { وكفى بالله وكيلا } حافظا لك، وأمته تبع له في ذلك كله.
33 : 4
مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
{ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } ردا على من قال من الكفار إن له قلبين يعقل بكل منهما أفضل من عقل محمد { وما جعل أزواجكم اللائي } بهمزة وياء وبلا ياء { تَظَّهَّروُنَ } بلا ألف قبل الهاء وبها والتاء الثانية في الأصل مدغمة في الظاء { منهن } يقول الواحد مثلا لزوجته أنت على كظهر أمي { أمهاتكم } أي كالأمهات في تحريمها بذلك المعد في الجاهلية طلاقا، وإنما تجب به الكفارة بشرطه كما ذكر في سورة المجادلة { وما جعل أدعياءَكم } جمع دعي وهو من يدعي لغير أبيه أبنا له { أبناءَكم } حقيقة { ذلكم قولكم بأفواهكم } أي اليهود والمنافقين قالوا لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش التي كانت امرأة زيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: تزوج محمد امرأة ابنه فأكذبهم الله تعالى في ذلك { والله يقول الحق } في ذلك { وهو يهدي السبيل } سبيل الحق.
33 : 5
ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
لكن {ادعوهم لآبائهم هو أقسطُ} أعدل {عند الله، فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} بنو عمكم { وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به } في ذلك { ولكن } في { ما تعمدت قلوبكم } فيه أي بعد النهي { وكان الله غفورا} لما كان من قولكم قبل النهي {رحيما} بكم في ذلك.
33 : 6
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا
{النبيُّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم} فيما دعاهم إليه ودعتهم أنفسهم إلى خلافه { وأزواجه أمهاتهم } في حرمة نكاحهن عليهم { وأولوا الأرحام } ذوو القرابات { بعضهم أولى ببعض } في الإرث { في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين } أي من الإرث بالإيمان والهجرة الذي كان أول الإسلام فنسخ { إلا } لكن { أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} بوصية فجائز { كان ذلك } أي نسخ الإرث بالإيمان والهجرة بإرث ذوي الأرحام { في الكتاب مسطورا} وأريد بالكتاب في الموضعين اللوح المحفوظ.
33 : 7
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا
{و} اذكر { إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم } حين أخرجوا من صلب آدم كالذرّ جمع ذرة وهي أصغر النمل { ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم } بأن يعبدوا الله ويدعوا إلى عبادته وذكر الخمسة من عطف الخاص على العام { وأخذنا منهم ميثاقا غليظا } شديدا بالوفاء بما حملوه وهو اليمين بالله تعالى ثم أخذ الميثاق.
33 : 8
لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا
{ ليسأل } الله { الصادقين عن صدقهم } في تبليغ الرسالة تبكيتا للكافرين بهم { وأعد } تعالى { للكافرين } بهم { عذابا أليما } مؤلما هو عطف على أخذنا.
33 : 9
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا
{ يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود } من الكفار متحزبون أيام حفر الخندق { فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها } من الملائكة { وكان الله بما تعملون } بالتاء من حفر الخندق وبالياء من تحزيب المشركين { بصيرا}.
33 : 10
إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا
{ إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم } من أعلى الوادي وأسفله من المشرق والمغرب { وإذ زاغت الأبصار } مالت عن كل شيء إلى عدوّها من كل جانب { وبلغت القلوب الحناجر } جمع حنجرة وهي منتهى الحلقوم من شدة الخوف { وتظنون بالله الظنونا } المختلفة بالنصر والبأس.
33 : 11
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا
{ هنالك ابتُليَ المؤمنون } اختبروا ليتبين المخلص من غيره { وزلزلوا } حركوا { زلزالا شديدا } من شدة الفزع.
33 : 12
وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا
{ و } اذكر { إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض } ضعف اعتقاد { ما وعدنا الله ورسوله } بالنصر { إلا غرورا } باطلا.
33 : 13
وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا
{ وإذ قالت طائفة منهم } أي المنافقون { يا أهل يثرب } هي أرض المدينة ولم تصرف للعلمية ووزن الفعل { لا مقام لكم } بضم الميم وفتحها: أي لا إقامة ولا مكانة { فارجعوا } إلى منازلكم من المدينة وكانوا خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلع جبل خارج المدينة للقتال { ويستأذن فريق منهم النبي } في الرجوع { يقولون إنَّ بيوتنا عورة } غير حصينة يخشى عليها، قال تعالى: { وما هي بعورة إن } ما { يريدون إلا فرارا} من القتال.
33 : 14
وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
{ ولو دُخلت } أي المدينة { عليهم من أقطارها } نواحيها { ثم سُئِلوا } أي سألهم الداخلون { الفتنة } الشرك { لآتوها } بالمد والقصر أي أعطوها وفعلوها { وما تلبَّثوا بها إلا يسيراً } .
33 : 15
وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولًا
{ ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا} عن الوفاء به.
33 : 16
قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا
{ قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا } إن فررتم { لا تمتعون } في الدنيا بعد فراركم { إلا قليلا} بقية آجالكم.
33 : 17
قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
{ قل من ذا الذي يعصمكم } يجيركم { من الله إن أراد بكم سوءا} هلاكا وهزيمة {أو} يصيبكم بسوء إن { أراد } الله { بكم رحمة } خيرا { ولا يجدون لهم من دون الله } أي غيره { وليا} ينفعهم { ولا نصيرا} يدفع الضُرَّ عنهم.
33 : 18
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا
{ قد يعلم الله المعوقين } المثبطين { منكم والقائلين لإخوانهم هلمَّ } تعالوا { إلينا ولا يأتون البأس } القتال { إلا قليلا} رياء وسمعة.
33 : 19
أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا
{ أشحة عليكم } بالمعاونة، جمع شحيح وهو حال من ضمير يأتون { فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي } كنظر أو كدوران الذي { يغشى عليه من الموت } أي سكراته { فإذا ذهب الخوف } وحيزت الغنائم { سلقوكم } آذوكم أو ضربوكم { بألسنة حداد أشحة على الخير } أي الغنيمة يطلبونها { أولئك لم يؤمنوا } حقيقة { فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك } الإحباط { على الله يسيرا} بإرادته.
33 : 20
يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا
{ يحسبون الأحزاب } من الكفار { لم يذهبوا } إلى مكة لخوفهم منهم { وإن يأت الأحزاب } كرة أخرى { يودُّوا } يتمنوا { لو أنهم بادون في الأعراب } أي كائنون في البادية { يسألون عن أنبائكم } أخباركم مع الكفار {ولو كانوا فيكم } هذه الكرة { ما قاتلوا إلا قليلا } رياءً وخوفا من التعيير.


Share: