Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


6 : 81
وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
{ وكيف أخاف ما أشركتم } بالله وهي لا تضر ولا تنفع { ولا تخافونَ } أنتم من الله { أنكم أشركتم بالله } في العبادة { ما لم ينزِّل به } بعبادته { عليكم سلطانا } حجة وبرهانا وهو القادر على كل شيء { فأي الفريقيْن أحق بالأمن } أنحن أم أنتم { إن كنتم تعلمون } مَن الحق به: أي وهو نحن فاتبعوه، قال تعالى .
6 : 82
الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ
{ الذين آمنوا ولم يلبسوا } يخلطوا { إيمانهم بظلم } أي شرك كما فسر بذلك في حديث الصحيحين { أولئك لهم الأمن } من العذاب { وهم مهتدون } .
6 : 83
وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
{ وتلك } مبتدأ ويبدل منه { حجتنا } التي احتج بها إبراهيم على وحدانية الله من أفول الكوكب وما بعده والخبر { آتيناها إبراهيم } أرشدناه لها حجة { على قومه نرفع درجات من نشاء } بالإضافة والتنوين في العلم والحكمة { إن ربك حكيم } في صنعه { عليم } بخلقه .
6 : 84
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
{ وهبنا له إسحاق ويعقوب } ابنه { كلا } منهما { هدينا ونوحا هدينا من قبل } أي قبل إبراهيم { ومن ذريته } أي نوح { داوود وسليمان } ابنه { وأيوب ويوسف } ابن يعقوب { وموسى وهارون وكذلك } كما جزيناهم { نجزي المحسنين } .
6 : 85
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ
{ وزكريا ويحيى } ابنه { وعيسى } ابن مريم يفيد أن الذرية تتناول أولاد البنت { وإلياس } ابن أخي هارون أخي موسى { كل } منهم { من الصالحين } .
6 : 86
وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ
{ وإسماعيل } بن إبراهيم { واليسع } اللام زائدة { ويونس ولوطا } بن هاران أخي إبراهيم { وكلا } منهم { فضَّلنا على العالمين } بالنبوة .
6 : 87
وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
{ ومن آبائهم وذرِّيَّاتهم وإخوانهم } عطف على كلا أو نوحا ومن للتبعيض لأن بعضهم لم يكن له ولد وبعضهم كان في ولده كافر { واجتبيناهم } إخترناهم { وهديناهم إلى صراط مستقيم } .
6 : 88
ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
{ ذلك } الذين هُدوا إليه { هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا } فرضا { لحبط عنهم ما كانوا يعلمون } .
6 : 89
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ
{ أولئك الذين آتيناهم الكتاب } بمعنى الكتب { والحكم } الحكمة { والنبوة فإن يكفر بها } أي بهذه الثلاثة { هؤلاء } أي أهل مكة { فقد وكَّلنا بها } أرصدنا لها { قوما ليسوا بها بكافرين } هم المهاجرون والأنصار .
6 : 90
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ
{ أولئك الذين هدى } هم { الله فبهداهم } طريقهم من التوحيد والصبر { اقتده } بهاء السكت وقفا ووصلا وفي قراءة بحذفها وصلا { قل } لأهل مكة { لا أسألكم عليه } أي القرآن { أجرا } تعطونيه { إن هو } ما القرآن { إلا ذكرى } عظة { للعالمين } الإنس والجن .
6 : 91
وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ
{ وما قدروا } أي اليهود { الله حق قدره } أي ما عظموه حق عظمته أو ما عرفوه حق معرفته { إذ قالوا } للنبي صلى الله عليه وسلم وقد خاصموه في القرآن { ما أنزل الله على بشر من شيء قل } لهم { من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه } بالياء والتاء في المواضع الثلاثة { قراطيس } أي يكتبونه في دفاتر مقطعة { يبدونها } أي ما يحبون إبداءه منها { ويخفون كثيرا } ما فيها كنعت محمد صلى الله عليه وسلم { وعلمتم } أيها اليهود في القرآن { ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم } من التوراة ببيان ما التبس عليكم واختلفتم فيه { قل الله } أنزله إن لم يقولوه لا جواب غيره { ثم ذرهم في خوضهم } باطلهم { يلعبون } .
6 : 92
وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ
{ وهذا } القرآن { كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه } قبله من الكتب { ولتنذر } بالتاء والياء عطف على معنى ما قبله أي أنزلناه للبركة والتصديق ولتنذر به { أم القرى ومن حولها } أي أهل مكة وسائر الناس { والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون } خوفا من عقابها .
6 : 93
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
{ ومن } أي لا أحد { أظلم ممن افترى على الله كذبا } بادعاء النبوة ولم ينبأ { أو قال أُوحي إليَّ ولم يوح إليه شيء } نزلت في مسيلمة { ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله } وهم المستهزئون قالوا لو نشاء لقلنا مثل هذا { ولو ترى } يا محمد { إذ الظالمون } المذكورون { في غمرات } سكرات { الموت والملائكةُ باسطوا أيديهم } إليهم بالضرب والتعذيب يقولون لهم تعنيفا { أخرجوا أنفسكم } إلينا لنقبضها { اليوم تجزون عذاب الهون } الهوان { بما كنتم تقولون على الله غير الحق } يدعون النبوة والإيحاء كذب { وكنتم عن آياته تستكبرون } تتكبرون عن الإيمان بها وجواب لو رأيت أمرا فظيعا .
6 : 94
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
{ و } يقال لهم إذا بعثوا { لقد جئتمونا فرادى } منفردين عن الأهل والمال والولد { كما خلقناكم أول مرة } أي حفاة عراة غرلا { وتركتم ما خولناكم } أعطيناكم من الأموال { وراء ظهوركم } في الدنيا بغير اختباركم { و } يقال لهم توبيخا { ما نرى معكم شفعاءكم } الأصنام { الذين زعمتم أنهم فيكم } أي في استحقاق عبادتكم { شركاء } لله { لقد تقطع بينكُمْ } وصلكم أي تشتيت جمعكم وفي قراءة بالنصب ظرف أي وصلكم بينكم { وضل } ذهب { عنكم ما كنتم تزعمون } في الدنيا من شفاعتها .
6 : 95
إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ
{ إن الله فالق } شاق { الحبِّ } عن النبات { والنوى } عن النخل { يخرج الحي من الميت } كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة { ومخرج الميت } النطفة والبيضة { من الحي ذلكم } الفالق المخرج { الله فأنَّي تؤفكون } فكيف تصرفون عن الإيمان مع قيام البرهان .
6 : 96
فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
{ فالق الإصباح } مصدر بمعنى الصبح أي شاق عمود الصبح وهو أول ما يبدو من نور النهار عن ظلمة الليل { وجاعلُ اللَّيْل سكنا } تسكن فيه الخلق من التعب { والشمس والقمر } بالنصب عطفا على محل الليل { حسبانا } للأوقات أو الباء محذوفة وهو حال من مقدر أي يجريان بحسبان كما في آية الرحمن { ذلك } المذكور { تقدير العزيز } في ملكه { العليم } بخلقه .
6 : 97
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
{ وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر } في الأسفار { قد فصَّلنا } بينا { الآيات } الدلالات على قدرتنا { لقوم يعلمون } يتدبرون .
6 : 98
وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ
{ وهو الذي أنشأكم } خلقكم { من نفس واحدة } من آدم { فّمُستقِرٌ } منكم في الرحم { ومستودع } منكم في الصلب وفي قراءة بفتح القاف أي مكان قرار لكم { قد فصَّلنا الآيات لقوم يفقهون } ما يقال لهم .
6 : 99
وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
{ وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا } فيه التفات عن الغيبة { به } بالماء { نبات كل شيء } ينبت { فأخرجنا منه } أي النبات شيئا { خَضِرا } بمعنى أخضر { نخرج منه } من الخضر { حبا متراكبا } يركب بعضه بعضا كسنابل الحنطة ونحوها { ومن النخل } خبر ويبدل منه { من طلعها } أول ما يخرج منها والمبتدأ { قنوان } عراجين { دانية } قريب بعضها من بعض { و } أخرجنا به { جناتِ } بساتين { من أعناب والزيتون والرمان مشتبها } ورقهما حال { وغير متشابه } ثمرها { انظروا } يا مخاطبون نظر اعتبار { إلى ثمره } بفتح الثاء والميم وبضمهما وهو جمع ثمرة كشجرة وشجر وخشبة وخشب { إذا أثمر } أول ما يبدو كيف هو { و } إلى { ينعه } نضجه إذا أدرك كيف يعود { إن في ذلكم لآيات } دلالات على قدرته تعالى على البعث وغيره { لقوم يؤمنون } خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين .
6 : 100
وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ
{ وجعلوا لله } مفعول ثان { شركاءَ } مفعول أول ويبدل منه { الجنَّ } حيث أطاعوهم في عبادة الأوثان { و } قد { خلقهم } فكيف يكونون شركاء { وخرَقوا } بالتخفيف والتشديد أي اختلقوا { له بنين وبنات بغير علم } حيث قالوا عزيز ابن الله والملائكة بنات الله { سبحانه } تنزيها له { وتعالى عما يصفون } بأن له ولدا .


Share: