Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


8 : 41
وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
{ واعلموا أنما غنمتم } أخذتم من الكفار قهرا { من شيء فأن لله خمسه } يأمر فيه بما يشاء { وللرسول ولذي القربى } قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب { واليتامى } أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم فقراء { والمساكين } ذوي الحاجة من المسلمين { وابن السبيل } المنقطع في سفره من المسلمين، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والأصناف الأربعة على ما كان يقسمه من أن لكلٍ خُمسَ الخمس، والأخماس الأربعة الباقية للغانمين { إن كنتم آمنتم بالله } فاعملوا ذلك { وما } عطف على بالله { أنزلنا على عبدنا } محمد صلى الله عليه وسلم من الملائكة والآيات { يوم الفرقان } أي يوم بدر الفارق بين الحق والباطل { يوم التقى الجمعان } المسلمون والكفار { والله على كل شيء قدير } ومنه نصركم مع قلتكم وكثرتهم .
8 : 42
إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ
{ إذ } بدل من يوم { أنتم } كائنون { بالعُدوة الدنيا } القربى من المدينة وهى بضم العين وكسرها جانب الوادي { وهم بالعدوة القصوى } البعدى منها { والركب } العير كائنون بمكان { أسفل منكم } مما يلي البحر { ولو تواعدتم } أنتم والنفير للقتال { لاختلفتم في الميعاد ولكن } جمعكم بغير ميعاد { ليقضى الله أمرا كان مفعولا } في علمه وهو نصر الإسلام وَمَحْقُ الكفر فعل ذلك { ليهلك } يكفر { من هلك عن بينةٍ } أي بعد حجة ظاهرة قامت عليه وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير { ويحيى } يؤمن { من حيَّ عن بينة وإن الله لسميع عليم } .
8 : 43
إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
اذكر { إذ يريكهُم الله في منامك } أي نومك { قليلا } فأخبرت به أصحابك فسروا { ولو أراكهم كثيرا لفشلتم } جبنتم { ولتنازعتم } اختلفتم { في الأمر } أمر القتال { ولكن الله سلَّمـ } ـكم من الفشل والتنازع { إنه عليم بذات الصدور } بما في القلوب .
8 : 44
وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ
{ وإذ يريكموهم } أيها المؤمنون { إذ التقيتم في أعينكم قليلا } نحو سبعين أو مائة وهم ألف لتقدموا عليهم { ويقللكم في أعينهم } ليقدموا ولا يرجعوا عن قتالكم وهذا قبل التحام الحرب، فلما التحم أراهم إياهم مثليهم كما في آل عمران { ليقضيَ الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع } تصير { الأمور } .
8 : 45
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ
{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة } جماعة كافرة { فاثبتوا } لقتالهم ولا تنهزموا { واذكروا الله كثيرا } ادعوه بالنصر { لعلكم تفلحون } تفوزون .
8 : 46
وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
{ وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا } تختلفوا فيما بينكم { فتفشلوا } تجبنوا { وتذهب ريحكم } قوتكم ودولتكم { واصبروا إن الله مع الصابرين } بالنصر والعون .
8 : 47
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
{ ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم } ليمنعوا غيرهم ولم يرجعوا بعد نجاتها { بطرا ورئاء الناس } حيث قالوا لا نرجع حتى نشرب الخمر وننحر الجزور وتضرب علينا القيان ببدر فيتسامع بذلك الناس { ويصدون } الناس { عن سبيل الله والله بما يعملون } بالياء والتاء { محيط } علما فيجازيهم به .
8 : 48
وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ
{ و } اذكر { إذ زيَّن لهم الشيطان } إبليس { أعمالهم } بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر { وقال } لهم { لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم } من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية { فلما تراءت } التقت { الفئتان } المسلمة والكافرة ورأى الملائكة يده في يد الحارث بن هشام { نكص } رجع { على عقبيه } هاربا { وقال } لما قالوا له أتخذلنا على هذه الحال: { إني بريء منكم } من جواركم { إني أرى ما لا ترون } من الملائكة { إني أخاف الله } أن يهلكني { والله شديد العقاب } .
8 : 49
إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
{ إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض } ضعف اعتقاد { غرَّ هؤلاء } أي المسلمين { دينُهم } إذ خرجوا مع قتلهم يقاتلون الجمع الكثير توهما أنهم ينصرون بسببه قال تعال في جوابهم: { ومن يتوكل على الله } يثق به يغلب { فإن الله عزيز } غالب على أمره { حكيم } في صنعه .
8 : 50
وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ
{ ولو تَرى } يا محمد { إذ يتوفى } بالياء والتاء { الذين كفروا الملائكة يضربون } حال { وجوههم وأدبارهم } بمقامعَ من حديد { و } يقولون لهم { ذوقوا عذاب الحريق } أي النار وجواب لو: لرأيت أمرا عظيما .
8 : 51
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ
{ ذلك } التعذيب { بما قدَّمت أيديكم } عبَّر بها دون غيرها لأن أكثر الأفعال تزاول بها { وأن الله ليس بظلام } أي بذي ظلم { للعبيد } فيعذِّبهم بغير ذنب .
8 : 52
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ
دأبُ هؤلاء { كدأب } كعادة { آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله } بالعقاب { بذنوبهم } جملة كفروا وما بعدها مفسِّرة لما قبلها { إن الله قويٌ } على ما يريده { شديد العقاب } .
8 : 53
ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
{ ذلك } أي تعذيب الكفرة { بأن } أي بسبب أن { الله لم يكُ مغيِّرا نعمة أنعمها على قوم } مبدلا لها بالنقمة { حتَّى يغيِّروا ما بأنفسهم } يبدلوا نعمتهم كفرا كتبديل كفار مكة إطعامهم من جوع وأمنُهم من خوف وبعْث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم بالكفر والصد عن سبيل الله وقتال المؤمنين { وأن الله سميع عليم } .
8 : 54
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ
{ كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذَّبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون } قومه معه { وكلّ } من الأمم المكذبة { كانوا ظالمين } .
8 : 55
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
ونزل في قريظة: { إن شرَّ الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون } .
8 : 56
الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ
{ الذين عاهدت منهم } ألا يعينوا المشركين { ثم ينقضون عهدهم في كل مرة } عاهدوا فيها { وهم لا يتقون } الله في غدرهم .
8 : 57
فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
{ فإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة { تثقفنَّهم } تجدنهم { في الحرب فشرِّد } فرق { بهم من خلفهم } من المحاربين بالتنكيل بهم والعقوبة { لعلَّهم } أي الذين خلفهم { يذَّكرون } يتعظون بهم .
8 : 58
وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ
{ وإما تخافن من قوم } عاهدوك { خيانة } في عهد بأمارةٍ تلوح لك { فانبذ } اطرح عهدهم { إليهم على سواء } حال أي مستويا أنت وهم في العلم بنقض العهد بأن تعلمهم به لئلا يتهموك بالغدر { إن الله لا يحب الخائنين } .
8 : 59
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ
ونزل فيمن أفلت يوم بدر { ولا تحسبنَّ } يا محمد { الذين كفروا سبقوا } الله أي فأتوه { إنهم لا يعجزون } لا يفوتونه وفي قراءة بالتحتانية فالمفعول الأول محذوف أي أنفسهم وفي أخرى بفتح إن على تقدير اللام .
8 : 60
وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ
( وأعدوا لهم ) لقتالهم ( ما استطعتم من قوة ) قال صلى الله عليه وسلم "" هي الرمي "" رواه مسلم ( ومن رباط الخيل ) مصدر بمعنى حبسها في سبيل الله ( ترهبون ) تخوفون ( به عدو الله وعدوكم ) أي كفار مكة ( وآخرين من دونهم ) أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود ( لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم ) جزاؤه ( وأنتم لا تظلمون ) تنقصون منه شيئا .


Share: