Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


25 : 1
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا
{ تبارك } تعالى { الذي نزَّل الفرقان } القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل { على عبده } محمد { ليكون للعاملين } الإنس والجن دون الملائكة { نذيرا } مخوّفا من عذاب الله .
25 : 2
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا
{ الذي له ملك السماوات والأرض، ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء } من شأنه أن يخلق { فقدره تقديرا } سواه تسوية .
25 : 3
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا
{ واتخذوا } أي الكفار { من دونه } أي الله أي غيره { آلهة } هي الأصنام { لا يَخلقون شيئاً وهم يُخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا } أي دفعه { ولا نفعا } أي جره { ولا يملكون موتا ولا حياةً } أي إماتة لأحد وإحياء لأحد { ولا نشورا } أي بعثا للأموات .
25 : 4
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا
{ وقال الذين كفروا إن هذا } أي ما القرآن { إلا إفك } كذب { افتراه } محمد { وأعانه عليه قوم آخرون } وهم من أهل الكتاب، قال تعالى: { فقد جاءُوا ظلما وزورا } كفرا وكذبا: أي بهما.
25 : 5
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
{ وقالوا } أيضا هو { أساطير والأولين } أكاذيبهم: جمع أسطورة بالضم { اكتتبها } انتسخها من ذلك القوم بغيره { فهي تملى } تقرأ { عليه } ليحفظها { بكرة وأصيلاً } غدوة وعشيا قال تعالى ردا عليهم .
25 : 6
قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا
{ قل أنزله الذي يعلم السرَّ } الغيب { في السماوات والأرض إنه كان غفورا } للمؤمنين { رحيما } بهم .
25 : 7
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا
{ وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا } هلا { أنزل إليه ملك أو جاء معه نذيرا } يصدقه .
25 : 8
أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا
{ أو يُلقى إليه كنز } من السماء ينفقه، ولا يحتاج إلى المشي في الأسواق لطلب المعاش { أو تكون له جنة } بستان { يأكل منها } أي من ثمارها فيكتفي بها وفي قراءة نأكل بالنون: أي نحن فيكون له مزية علينا بها { وقال الظالمون } أي الكافرون للمؤمنين { إن } ما { تتبعون إلا رجلا مسحورا } مخدوعا مغلوبا على عقله، قال تعالى .
25 : 9
انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا
{ أنظر كيف ضربوا لك الأمثال } بالمسحور، والمحتاج إلى ما ينفقه وإلى ملك يقوم معه بالأمر { فضلوا } بذلك عن الهدى { فلا يستطيعون سبيلا } طريقا إليه .
25 : 10
تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا
{ تبارك } تكاثر خير { الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك } الذي قالوه من الكنز والبستان{ جناتٍ تجري من تحتها الأنهار } أي في الدنيا لأنه شاء أن يعطيه إياها في الآخرة { ويجعلْ } بالجزم { لك قصورا } أيضا، وفي قراءة بالرفع استئنافا .
25 : 11
بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا
{ بل كذَّبوا بالساعة } القيامة { وأعتدنا لمن كذَّب بالساعة سعيرا } نارا مسعرة: أي مشتدة .
25 : 12
إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا
{ إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا } غليانا كالغضبان إذا غلى صدره من الغضب { وزفيرا } صوتا شديدا، أو سماع التغيظ رؤيته وعلمه .
25 : 13
وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا
{ وإذا أُلقوا منها مكانا ضيقا } بالتشديد والتخفيف بأن يضيق عليهم ومنها حال من مكانا لأنه في الأصل صفة له { مقُرَّنين } مصفدين قد قرنت: أي جمعت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال والتشديدُ للتكثير { دعوا هنالك ثبورا } هلاكا فيقال لهم .
25 : 14
لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيراً
{ لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا } كعذابكم .
25 : 15
قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا
{ قل أذلك } المذكور من الوعيد وصفة النار { خير أم جنة الخلد التي وعد } ها { المتقون كانت لهم } في علمه تعالى { جزاءً } ثوابا { ومصيرا } مرجعا .
25 : 16
لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولًا
{ لهم فيها ما يشاءُون خالدين } حال لازمة { كان } وعدهم ما ذكر { على ربك وعدا مسؤولا } يسأله من وعد به (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) أو تسأله لهم الملائكة (ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم) .
25 : 17
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ
{ ويوم نحشرهم } بالنون والتحتانية { وما يعبدون من دون الله } أي غيره من الملائكة وعيسى وعزير والجن { فيقول } تعالى بالتحتانية والنون للمعبودين إثباتا للحجة على العابدين: { أأنتم } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين الُسهَلة والأخرى وتركه { أضْللْتم عبادي هؤلاء } أوقعتموهم في الضلال بأمركم إياهم بعبادتكم { أم هم ضلوا السبيل } طريق الحق بأنفسهم .
25 : 18
قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا
{ قالوا سبحانك } تنزيها لك عما لا يليق بك { ما كان ينبغي } يستقيم { لنا أن نتخذ من دونك } أي غيرك { من أولياء } مفعول أول ومن زائدة لتأكيد النفي وما قبله الثاني فكيف نأمر بعبادتنا ؟ { ولكن متعتهم وآباءهم } من قبلهم بإطالة العمر وسعة الرزق { حتى نسوا الذكر } تركوا الموعظة والإيمان بالقرآن { وكانوا قوما بورا } هلكى، قال تعالى .
25 : 19
فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا
{ فقد كذبوكم } أي كذب المعبودون العابدين { بما تقولون } بالفوقانية أنهم آلهة { فما يستطيعون } بالتحتانية والفوقانية: أي لا هم ولا أنتم { صرفا } دفعا للعذاب عنكم { ولا نصرا } منعا لكم منه { ومن يظلم } يشرك { منكم نُذقْه عذابا كبيرا } شديدا في الآخرة .
25 : 20
وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا
{ وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق } فأنت مثلهم في ذلك، وقد قيل لهم مثل ما قيل لك { وجلنا بعضكم لبعض فتنة } بلية ابتلى الغني بالفقير والصحيح بالمريض، والشريف بالوضيع يقول الثاني في كلّ: ما لي لا أكون كالأول في كلّ: { أتصبرون } على ما تسمعون ممن ابتليتم بهم استفهام بمعنى الأمر: أي اصبروا { وكان ربك بصيرا } بمن يصبر وبمن يجزع .


Share: