Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


72 : 1
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا
{ قل } يا محمد للناس { أُحي إليَّ } أي أخبرت بالوحي من الله تعالى { أنه } الضمير للشأن { استمع } لقراءتي { نفر من الجن } جن نصيبين وذلك في صلاة الصبح ببطن نخل، موضوع بين مكة والطائف، وهم الذين ذكروا في قوله تعالى (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) الآية { فقالوا } لقومهم لما رجعوا إليهم { إنا سمعنا قرآنا عجب } يتعجب منه في فصاحته وغزارة معانيه وغير ذلك.
72 : 2
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا
{ يهدي إلى الرشد } الإيمان والصواب { فآمنا به ولن نشرك } بعد اليوم { بربنا أحدا } .
72 : 3
وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا
{ وأنه } الضمير للشأن فيه وفي الموضعين بعده { تعالى جد ربنا } تنزه جلاله وعظمته عما نُسب إليه { ما اتخذ صاحبة } زوجة { ولا ولدا } .
72 : 4
وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا
{ وأنه كان يقول سفيهنا } جاهلنا { على الله شططا } غلوا في الكذب بوصفه بالصاحبة والولد.
72 : 5
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
{ وأنا ظننا أن } مخففة، أي أنه { لن تقول الإنس والجن على الله كذبا } بوصفه بذلك حتى تبينا كذبهم بذلك قال تعالى:
72 : 6
وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا
{ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون } يستعيذون { برجال من الجن } حين ينزلون في سفرهم بمخوف فيقول كل رجل أعوذ بسيد هذا المكان من شر سفهائه { فزادوهم } بعوذهم بهم { رهقا } فقالوا سدنا الجن والإنس.
72 : 7
وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا
{ وأنهم } أي الجن { ظنوا كما ظننتم } يا إنس { أن } مخففة من الثقيلة، أي أنه { لن يبعث الله أحدا } بعد موته.
72 : 8
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا
قال الجن { وأنا لمسنا السماء } رمنا استراق السمع { فوجدناها ملئت حرسا } من الملائكة { شديدا وشهبا } نجوما محرقة وذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم.
72 : 9
وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا
{ وأنا كنا } أي قبل مبعثه { نقعد منها مقاعد للسمع } أي نستمع { فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا } أرصد له ليرمى به.
72 : 10
وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا
{ وأنا لا ندري أشر أُريد } بعد استراق السمع { بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا } خيرا.
72 : 11
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا
{ وأنا منا الصالحون } بعد استماع القرآن { ومنا دون ذلك } أي قوم غير صالحين { كنا طرائق قددا } فرقا مختلفين مسلمين وكافرين.
72 : 12
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا
{ وأنا ظننا أن } مخففة من الثقيلة أي أنه { لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا } لا نفوته كائنين في الأرض أو هاربين منها في السماء.
72 : 13
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا
{ وأنا لما سمعنا الهدى } القرآن { آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف } بتقدير هو { بخسا } نقصا من حسناته { ولا رهقا } ظلما بالزيادة في سيئاته.
72 : 14
وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا
{ وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون } الجائرون بكفرهم { فمن أسلم فأولئك تحروْا رشدا } قصدوا هداية.
72 : 15
وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا
{ وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا } وقودا وأنا وأنهم وأنه في اثني عشر موضعا هي وأنه تعالى وأنا منا المسلمون وما بينهما بكسر الهمزة استئنافا وبفتحها بما يوجه به.
72 : 16
وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا
قال تعالى في كفار مكة { وأنْ } مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي وأنهم وهو معطوف على أنه استمع { لو استقاموا على الطريقة } أي طريقة الإسلام { لأسقيناهم ماء غدقا } كثيرا من السماء وذلك بعد ما رفع المطر عنهم سبع سنين.
72 : 17
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا
{ لنفتنهم } لنختبرهم { فيه } فنعلم كيف شكرهم علم ظهور { ومن يعرض عن ذكر ربه } القرآن { نسلكه } بالنون والياء ندخله { عذابا صعدا } شاقا.
72 : 18
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
{ وأن المساجد } مواضع الصلاة { لله فلا تدعوا } فيها { مع الله أحدا } بأن تشركوا كما كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا.
72 : 19
وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا
{ وأنه } بالفتح والكسر استئنافا والضمير للشأن { لما قام عبد الله } محمد النبي صلى الله عليه وسلم { يدعوه } يعبده ببطن نخل { كادوا } أي الجن المستمعون لقراءته { يكونون عليه لبدا } بكسر اللام وضمها جمع لبدة كاللبد في ركوب بعضهم بعضا ازدحاما حرصا على سماع القرآن.
72 : 20
قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا
{ قال } مجيبا للكفار في قولهم ارجع عما أنت فيه وفي قراءة قل { إنما أدعو ربي } إلها { ولا أشرك به أحدا } .


Share: