Preloader Image

2 Rejab 1446H

Thu, 02 Jan 2025

Pray Time


18 : 21
وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا
{ وكذلك } كما بعثناهم { أعثرنا } أطلعنا { عليهم } قومهم والمؤمنين { ليعلموا } أي قومهم { أن وعد الله } بالبعث { حق } بطريق أن القادر على إنامتهم المدة الطويلة وإبقائهم على حالهم بلا غذاء قادر على إحياء الموتى { وأن الساعة لا ريب } لا شك { فيها إذ } معمول لأعثرنا { يتنازعون } أي المؤمنون والكفار { بينهم أمرهم } أمر الفتية في البناء حولهم { فقالوا } أي الكفار { ابنوا عليهم } أي حولهم { بنيانا } يسترهم. { ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم } أمر الفتية وهم المؤمنون { لنتخذن عليهم } حولهم { مسجدا } يصلى فيه، وفعل ذلك على باب الكهف .
18 : 22
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا
{ سيقولون } أي المتنازعون في عدد الفتية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي يقول بعضهم هم { ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون } أي بعضهم { خمسة سادسهم كلبهم } والقولان لنصارى نجران { رجما بالغيب } أي ظنا في الغيبة عنهم وهو راجع إلى القولين معا ونصبه على المفعول له أي لظنهم ذلك { ويقولون } أي المؤمنون { سبعة وثامنهم كلبهم } الجملة من المبتدأ وخبره صفة سبعة بزيادة الواو، وقيل تأكيد أو دلالة على لصوق الصفة بالموصوف ووصف الأولين بالرجم دون الثالث دليل على أنه مرضي وصحيح { قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل } قال ابن عباس أنا من القليل وذكرهم سبعة { فلا تمار } تجادل { فيهم إلا مراءً ظاهرا } بما أنزل عليك { ولا تستفت فيهم } تطلب الفتيا { منهم } من أهل الكتاب اليهود { أحدا } وسأله أهل مكة عن خبر أهل الكهف فقال أخبركم به غدا ولم يقل إن شاء الله فنزل :
18 : 23
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا
{ ولا تقولن لشيء } أي لأجل شيء { إني فاعل ذلك غدا } أي قيما يستقبل من الزمان .
18 : 24
إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا
{ إلا يشاء الله } أي إلا ملتبسا بمشيئة الله تعالى بأن تقول إن شاء الله { واذكر ربك } أي مشيئته معلقا بها { إذا نسيت } ويكون ذكرها بعد النسيان كذكرها مع القول الحسن وغيره ما دام في المجلس { وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا } من خبر أهل الكهف في الدلالة على نبوتي { رشدا } هداية وقد فعل الله ذلك .
18 : 25
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا
{ ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة } بالتنوين { سنين } عطف بيان لثلاثمائة وهذه السنون الثلاثمائة عند أهل الكهف شمسية وتزيد القمرية عليها عند العرب تسع سنين وقد ذكرت في قوله { وازدادوا تسعا } أي تسع سنين فالثلاثمائة الشمسية: ثلاثمائة وتسع قمرية .
18 : 26
قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا
{ قل الله أعلموا بما لبثوا } ممن اختلفوا فيه وهو ما تقدم ذكره { له غيب السماوات والأرض } أي علمه { أبصرْ به } أي بالله هي صيغة تعجب { وأسمعْ } به كذلك بمعنى ما أبصرهُ وما أسمعهُ وهما على جهة المجاز والمراد أنه تعالى لا يغيب عن بصره وسمعه شيء { ما لهم } لأهل السماوات والأرض { من دونه من ولي } ناصر { ولا يشرك في حكمه أحدا } لأنه غني عن الشريك .
18 : 27
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا
واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا } ملجأ .
18 : 28
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
{ واصبر نفسك } احبسها { مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون } بعبادتهم { وجهه } تعالى لا شيئا من أعراض الدنيا وهم الفقراء { ولا تعدُ } تنصرف { عيناك عنهم } عبر بهما عن صاحبهما { تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا } أي القرآن هو عيينة بن حصن وأصحابه { واتبعَ هواه } في الشرك { وكان أمره فرطا } إسرافا .
18 : 29
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا
{وقل} له ولأصحابه هذا القرآن {الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} تهديد لهم {إنا أعتدنا للظالمين} أي الكافرين {نارا أحاط بهم سرادقها} ما أحاط بها {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل} كعكر الزيت {يشوي الوجوه} من حره إذا قرب إليها {بئس الشراب} هو {وساءت} أي النار {مرتفقا} تمييز منقول عن الفاعل أي قبح مرتفقها وهو مقابل لقوله الآتي في الجنة {وحسنت مرتفقا} وإلا فأي ارتفاق في النار.
18 : 30
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً } الجملة خبر إن الذين وفيها إقامة الظاهر مقام المضمر والمعنى أجرهم أي نثيبهم بما تضمنه .
18 : 31
أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا
( أولئك لهم جنات عدن ) إقامة ( تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور ) قيل من زائدة وقيل للتبعيض ، وهي جمع أسورة كأحمرة جمع سوار ( من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس ) ما رقَّ من الديباج ( وإستبرق ) ما غلظ منه وفي آية الرحمن "" بطائنها من إستبرق "" ( متكئين فيها على الأرائك ) جمع أريكة وهي السرير في الحجلة وهي بيت يزين بالثياب والستور للعروس ( نعم الثواب ) الجزاء الجنة ( وحسنت مرتفقا ) .
18 : 32
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
{ واضرب } اجعل { لهم } للكفار مع المؤمنين { مثلاً رجلين } بدل وهو وما بعده تفسير للمثل { جعلنا لأحدهما } الكافر { جنتين } بستانين { من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا } يقتات به .
18 : 33
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا
{ كلتا الجنتين } كلتا مفرد يدل على التثنية مبتدأ { آتت } خبره { أكلها } ثمرها { ولم تظلم } تنقص { منه شيئا } { وفجرنا } أي شقتنا { خلالهما نهرا } يجري بينهما .
18 : 34
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا
{ وكان له } مع الجنتين { ثمر } بفتح الثاء والميم وبضمهما وبضم الأول وسكون الثاني وهو جمع ثمرة كشجرة وشجر وخشبة وخشب وبدنة وبدن { فقال لصاحبه } المؤمن { وهو يحاوره } يفاخره { أنا أكثر منك مالاً وأعز نفرا } عشيرة .
18 : 35
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا
{ ودخل جنته } بصاحبه يطوف به فيها ويريه أثمارها ولم يقل جنتيه إرادة للروضة وقيل اكتفاء بالواحد { وهو ظالم لنفسه } بالكفر { قال ما أظن أن تبيد } تنعدم { هذه أبدا } .
18 : 36
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا
{ وما أظن الساعة قائمة ولئن رُدِدت إلى ربي } في الآخرة على زعمك { لأجدن خيرا منها منقلبا } مرجعا .
18 : 37
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا
{ قال له صاحبه وهو يحاوره } يجاوبه { أكفرت بالذي خلقك من تراب } لأن آدم خُلق منه { ثم نطقه } منيّ { ثم سواك } عدلك وصيرك { رجلاً } .
18 : 38
لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا
{ لكنا } أصله لكن أنا نقلت حركة الهمزة إلى النون أو حذفت الهمزة ثم أدغمت النون في مثلها { هو } ضمير الشأن تفسره الجملة بعده والمعنى أنا أقول { الله ربي ولا أشرك بربي أحدا } .
18 : 39
وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا
( ولولا ) هلا ( إذ دخلت جنتك قلت ) عند إعجابك بها هذا ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) وفي الحديث "" من أعطي خيرا من أهل أو مال فيقول عند ذلك ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم ير فيه مكروها "" ( إن ترن أنا ) ضمير فصل بين المفعولين ( أقل منك مالاً وولدا ) .
18 : 40
فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
{ فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك } جواب الشرط { ويرسل عليها حسبانا } جمع حسبانة أي صواعق { من السماء فتصبح صعيدا زلقا } أرضا ملساء لا يثبت عليها قدم .


Share: