Preloader Image

2 Rejab 1446H

Thu, 02 Jan 2025

Pray Time


18 : 81
فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا
{ فأردنا أن يبدِّلهما } بالتشديد والتخفيف { ربهما خيرا منه زكاة } أي صلاحا وتقى { وأقرب } منه { رحْما } بسكون الحاء وضمها رحمة وهي البرّ بوالديه فأبدلهما تعالى جارية تزوجت نبيا فولدت نبيا فهدى الله تعالى به أمة .
18 : 82
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
{ وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز } مال مدفون من ذهب وفضة { لهما وكان أبوهما صالحا } فحفظا بصلاحه في أنفسهما ومالهما { فأراد ربك أن يبلغا أشدهما } أي إيناس رشدهما { ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك } مفعول له عامله أراد { وما فعلته } أي ما ذكر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار { عن أمري } أي اختباري بل بأمر إلهام من الله { ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا } يقال اسطاع واستطاع بمعنى أطاق، ففي هذا وما قبله جمع بين اللغتين ونوعت العبارة في: فأردت، فأردنا فأراد ربك .
18 : 83
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا
{ ويسألونك } أي اليهود { عن ذي القرنين } اسمه الاسكندر ولم يكن نبيا { قل سأتلو } سأقص { عليكم منه } من حاله { ذكرا } خبرا .
18 : 84
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا
{ إنا مكنا له في الأرض } بتسهيل السير فيها { وآتيناه من كل شيء } يحتاج إليه { سببا } طريقا يوصله إلى مراده .
18 : 85
فَأَتْبَعَ سَبَبًا
{ فأتبع سببا } سلك طريقا نحو الغرب .
18 : 86
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا
{ حتى إذا بلغ مغرب الشمس } موضع غروبها { وجدها تغرب في عين حمئة } ذات حمأة وهي الطين الأسود وغروبها في العين في رأي وإلا فهي أعظم من الدنيا { ووجد عندها } أي العين { قوما } كافرين { قلنا يا ذا القرنين } بإلهام { إما أن تُعذّب } القوم بالقتل { وإما أن تتخذ فيهم حُسنا } بالأسر .
18 : 87
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا
{ قال أما من ظلم } بالشرك { فسوف نعذبه } نقتله { ثم يُرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا } بسكون الكاف وضمها شديدا في النار .
18 : 88
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا
{ وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى } أي الجنة والإضافة للبيان وفي قراءة بنصب جزاء وتنوينه قال الفراء: ونصبه على التفسير أي لجهة النسبة { وسنقول له من أمرنا يُسرا } أي نأمره بما سهل عليه .
18 : 89
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
{ ثم أتبع سببا } نحو المشرق .
18 : 90
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا
{ حتى إذا بلغ مطلع الشمس } موضع طلوعها { وجدها تطلع على قوم } هم الزنج { لم نجعل لهم من دونها } أي الشمس { سترا } من لباس ولا سقف، لأن أرضهم لا تحمل بناء ولهم سروب يغيبون فيها عند طلوع الشمس ويظهرون عند ارتفاعها .
18 : 91
كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا
{ كذلك } أي الأمر كما قلنا { وقد أحطنا بما لديه } أي عند ذي القرنين من الآلات والجند وغيرهما { خبرا } علما .
18 : 92
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
{ ثم أتبع سببا } .
18 : 93
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا
{ حتى إذا بلغ بين السدين } بفتح السين وضمها هنا وبعدهما جبلان بمنقطع بلاد الترك، سد الإسكندر ما بينهما كما سيأتي { وجد من دونهما } أي أمامهما { قوما لا يكادون يفقهون قولاً } أي لا يفهمونه إلا بعد بطء، وفي قراءة بضم الياء وكسر القاف .
18 : 94
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
{ قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج } بالهمز وتركه: هما اسمان أعجميان لقبيلتين فلم ينصرفا { مفسدون في الأرض } بالنهب والبغي عند خروجهم إلينا { فهل نجعل لك خرجا } جعلاً من المال وفي قراءة خراجا { على أن تجعل بيننا وبينهم سداً } حاجزا فلا يصلون إلينا .
18 : 95
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا
{ قال ما مكَّني } وفي قراءة بنونين من غير إدغام { فيه رب } من المال وغيره { خير } من خرجكم الذي تجعلونه لي فلا حاجة بي إليه وأجعل لكم السد تبرعا { فأعينوني بقوة } لما أطلبه منكم { أجعل بينكم وبينهم رَدما } حاجزا حصينا .
18 : 96
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا
{ آتوني زبر الحديد } قطعه على قدر الحجارة التي يبني بها فبنى بها وجعل بينها الحطب والفحم { حتى إذا ساوى بين الصدفين } بضم الحرفين وفتحهما وضم الأول وسكون الثاني، أي جانبي الجبلين بالبناء ووضع المنافخ والنار حول ذلك { قال انفخوا } فنفخوا { حتى إذا جعله } أي الحديد { نارا } أي كالنار { قال آتوني أفرغ عليه قِطرا } هو النحاس المذاب تنازع فيه الفعلان، وحذف من الأول لإعمال الثاني النحاس المذاب على الحديد المحمى فدخل بين زبره فصارا شيئا واحدا .
18 : 97
فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
{ فما اسطاعوا } أي يأجوج ومأجوج { أن يظهروه } يعلوا ظهره لارتفاعه وملاسته { وما استطاعوا له نقبا } لصلابته وسمكه .
18 : 98
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا
{ قال } ذو القرنين { هذا } أي السد، أي الإقدار عليه { رحمة من ربي } نعمة لأنه مانع من خروجهم { فإذا جاء وعد ربي } بخروجهم القريب من البعث { جعله دكاء } مدكوكا مبسوطا { وكان وعد ربي } بخروجهم وغيره { حقا } كائنا قال تعالى:
18 : 99
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا
{ وتركنا بعضهم يومئذ } يوم خروجهم { يموج في بعض } يختلط به لكثرتهم { ونفخ في الصور } أي القرن للبعث { فجمعناهم } أي الخلائق في مكان واحد يوم القيامة { جمعا } .
18 : 100
وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا
{ وعرضنا } قربنا { جهنم يومئذ للكافرين عرضا } .


Share: