Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


16 : 61
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ
{ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم } بالمعاصي { ما ترك عليها } أي الأرض { من دابة } نسمة تدب عليها { ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون } عنه { ساعة ولا يستقدمون } عليه .
16 : 62
وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ
{ويجعلون لله ما يكرهون} لأنفسهم من البنات والشريك في الرياسة وإهانة الرسل {وتصف} تقول {ألسنتهم} مع ذلك {الكذب} وهو {أن لهم الحسنى} عند الله أي الجنة لقوله : (ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى) {لا جرم} حقا {أن لهم النار وأنهم مفرطون} متروكون فيها أو مقدمون إليها وفي قراءة بكسر الراء أي متجاوزون الحد.
16 : 63
تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
{ تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك } رسلاً { فزين لهم الشيطان أعمالهم } السيئة فرأوها حسنة فكذبوا الرسل { فهو وليهم } متولي أمورهم { اليوم } أي في الدنيا { ولهم عذاب أليم } مؤلم في الآخرة وقيل المراد باليوم يوم القيامة على حكاية الحال الآتية لا ولي لهم غيره وهو عاجز عن نصر نفسه فكيف ينصرهم .
16 : 64
وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
{ وما أنزلنا عليك } يا محمد { الكتاب } القرآن { إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه } من أمر الدين { وهدى } عطف على لتبين { ورحمة لقوم يؤمنون } به .
16 : 65
وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
{ والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض } بالنبات { بعد موتها } يبسها { إن في ذلك } المذكور { لآية } دالة على البعث { لقوم يسمعون } سماع تدبر .
16 : 66
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ
{ وإن لكم في الأنعام لعبرة } اعتبار { نسقيكم } بيان للعبرة { مما في بطونه } أي الأنعام { من } للابتداء متعلقة بنسقيكم { بين فرث } ثفل الكرش { ودمٍ لبناً خالصاً } لا يشوبه شيء من الفرث والدم من طعم أو ريح أو لون أو بينهما { سائغاًً للشاربين } سهل المرور في حلقهم لا يغص به .
16 : 67
وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
{ ومن ثمرات النخيل والأعناب } ثمر { تتخذون منه سكراً } خمراً يسكِر سميت بالمصدر وهذا قبل تحريمها { ورزقاً حسناً } كالتمر والزبيب والخل والدبس { إن في ذلك } المذكور { لآية } دالة على قدرته تعالى { لقوم يعقلون } يتدبرون .
16 : 68
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
{ وأوحى ربك إلى النحل } وحي إلهام { أن } مفسرة أو مصدرية { اتخذي من الجبال بيوتاً } تأوين إليها { ومن الشجر } بيوتًا { ومما يعرشون } أي الناس يبنون لك من الأماكن وإلا لم تأو إليها .
16 : 69
ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
{ ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي } ادخلي { سبل ربك } طرقه في طلب المرعى { ذللا } جمع ذلول حال من السبل أي مسخرة لك فلا تعسر عليك وإن توعرت ولا تضلي على العود منها وإن بعدت، وقيل من الضمير في اسلكي أي منقادة لما يراد منك { يخرج من بطونها شراب } هو العسل { مختلف ألوانه فيه شفاء للناس } من الأوجاع قيل لبعضها كما دل عليه تنكير شفاء أو لكلها بضميمته إلى غيره وبدونها بنيته وقد أمر به صلى الله عليه وسلم من استطلق عليه بطنه رواه الشيخان { إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون } في صنعه تعالى .
16 : 70
وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
{ والله خلقكم } ولم تكونوا شيئاً { ثم يتوفاكم } عند انقضاء آجالكم { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر } أي أخسه من الهرم والخرف { لكي لا يعلم بعد علم شيئاً } قال عكرمة من قرأ القرآن لم يصر بهذه الحالة { إن الله عليم } بتدبير خلقه { قدير } على ما يريده .
16 : 71
وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء أَفَبِنِعْمَةِ اللّهِ يَجْحَدُونَ
{ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } فمنكم غني وفقير ومالك ومملوك { فما الذين فضلوا } أي الموالي { برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم } أي بجاعلي ما رزقناهم من الأموال وغيرها شركة بينهم وبين مماليكهم { فهم } أي المماليك والموالي { فيه سواء } شركاء المعنى ليس لهم شركاء من مماليكهم في أموالهم فكيف يجعلون بعض مماليك الله شركاء له { أفبنعمة الله يجحدون } يكفرون حيث يجعلون له شركاء .
16 : 72
وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ
{ والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا } فخلق حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء { وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة } أولاد الأولاد { ورزقكم من الطيبات } من أنواع الثمار والحبوب والحيوان { أفبالباطل } الصنم { يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون } بإشراكهم .
16 : 73
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ
{ ويعبدون من دون الله } أي غيره { ما لا يملك لهم رزقا من السماوات } بالمطر { والأرض } بالنبات { شيئا } بدل من رزقا { ولا يستطيعون } يقدرون على شيء وهو الأصنام .
16 : 74
فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
{ فلا تضربوا لله الأمثال } لا تجعلوا لله أشباها تشركون به { إن الله يعلم } أن لا مثل له { وأنتم لا تعلمون } ذلك .
16 : 75
ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
{ ضرب الله مثلاً } ويبدل منه { عبدا مملوكا } صفة تميزه من الحر فإنه عبد الله { لا يقدر على شيء } لعدم ملكه { ومن } نكرة موصوفة أي حرا { رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا } أي يتصرف فيه كيف يشاء والأول مثل الأصنام والثاني مثله تعالى { هل يستوون } أي العبيد العجزة والحر المتصرف ؟ لا { الحمد لله } وحده { بل أكثرهم } أي أهل مكة { لا يعلمون } ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون .
16 : 76
وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
{ وضرب الله مثلاً } ويبدل منه { رجلين أحدهما أبكم } ولد أخرس { لا يقدر على شيء } لأنه لا يفهم ولا يُفهم { وهو كلّ } ثقيل { على مولاه } وليّ أمره { أينما يوجهه } يصرفه { لا يأت } منه { بخير } ينجح وهذا مثل الكافر { هل يستوي هو } أي الأبكم المذكور { ومن يأمر بالعدل } أي ومن هو ناطق نافع للناس حيث يأمر به ويحث عليه { وهو على صراط } طريق { مستقيم } وهو الثاني المؤمن ؟ لا، وقيل هذا مثل الله، والأبكم للأصنام والذي قبله مثل الكافر والمؤمن .
16 : 77
وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
{ ولله غيب السماوات والأرض } أي علم ما غاب فيهما { وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب } لأنه بلفظ كن فيكون { إن الله على كل شيء قدير } .
16 : 78
وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
{ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا } الجملة حال { وجعل لكم السمع } بمعنى الأسماع { والأبصار والأفئدة } القلوب { لعلكم تشكرونـ } ـه على ذلك فتؤمنون .
16 : 79
أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
{ ألم يروْا إلى الطير مسخرات } مذللات للطيران { في جو السماء } أي الهواء بين السماء والأرض { ما يمسكهن } عند قبض أجنحتهن أو بسطها أن يقعن { إلا الله } بقدرته { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } هي خلقها بحيث يمكنها الطيران وخلق الجو بحيث يمكن الطيران فيه وإمساكها.
16 : 80
وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ
{ والله جعل لكم من بيوتكم سكنا } موضعا تسكنون فيه { وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا } كالخيام والقباب { تستخفونها } للحمل { يوم ظعنكم } سفركم { ويوم إقامتكم ومن أصوافها } أي الغنم { وأوبارها } أي الإبل { وأشعارها } أي المعز { أثاثا } متاعا لبيوتكم كبسط وأكسية { ومتاعا } تتمتعون به { إلى حين } يبلى فيه .


Share: