Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


27 : 1
طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ
{ طس } الله أعلم بمراده بذلك { تلك } هذه الآيات { آيات القرآن } آيات منه { وكتاب مبين } مظهر للحق من الباطل عطف بزيادة صفة .
27 : 2
هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ
هو { هدى } هاد من الضلالة { وبشرى للمؤمنين } المصدقين به بالجنة .
27 : 3
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
{ الذي يقيمون الصلاة } يأتون بها على وجهها { ويؤتون } يعطون { الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون } يعلمونها بالاستدلال وأعيد {هم} لما فصل بينه وبين الخبر .
27 : 4
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ
{ إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم } القبيحة بتركيب الشهوة حتى رأوها حسنة { فهم يعمهون } يتحيرون فيها لقبحها عندنا.
27 : 5
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ
{ أولئك الذين لهم سوء العذاب } أشدَّه في الدنيا القتل والأسر { وهم في الآخرة هم الأخسرون } لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم.
27 : 6
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ
{ وإنك } خطاب للنبي { لتلقَّى القرآن } يُلقى عليك بشدة { من لدن } من عند { حكيم عليم } في ذلك.
27 : 7
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
اذكر: { إذ قال موسى لأهله } زوجته عند مسيره من مدين إلى مصر { إني آنست } أبصرت من بعيد { ناراً سآتيكم منها بخبر } عن حال الطريق وكان قد ضلها { أو آتيكم بشهاب قبس } بالإضافة للبيان أي شعلة نار في رأس فتيلة أو عود { لعلكم تصطلون } والطاء بدل من تاء الافتعال من صلى بالنار بكسر اللام وفتحها: تستدفئون من البرد.
27 : 8
فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
{ فلما جاءها نودي أن } أي بأن { بورك } أي بارك الله { من في النار } أي موسى { ومن حولها } أي الملائكة، أو العكس وبارك يتعدى بنفسه وبالحرف ويقدر بعد في مكان { وسبحان الله رب العالمين } من جملة ما نودي ومعناه تنزيه الله من السوء .
27 : 9
يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
{ يا موسى إنه } أي الشأن { أنا الله العزيز الحكيم }.
27 : 10
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
{وألق عصاك} فألقاها {فلما رآها تهتز} تتحرك {كأنها جان} حية خفيفة {ولى مدبراً ولم يعقب} يرجع قال تعالى {يا موسى لا تخف} منها {إني لا يخاف لدي} عندي {المرسلون} من حية وغيرها
27 : 11
إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ
{ إلا } لكن { من ظلم } نفسه { ثم بدَّل حُسناً } أتاه { بعد سوءٍ } أي تاب { فإني غفور رحيم } أقبل التوبة وأغفر له.
27 : 12
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
{ وأدخل يدك في جيبك } طوق قميصك { تخرج } خلاف لونها من الأدمة { بيضاء من غير سوءٍ } برص لها شعاع يغشى البصر، آية { في تسع آيات } مرسلا بها { إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوماً فاسقين } .
27 : 13
فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ
{ فلما جاءتهم آياتنا مبصرة } مضيئة واضحة { قالوا هذا سحر مبين } بيّن ظاهر.
27 : 14
وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ
{ وجحدوا بها } لم يقروا { و } قد { استيقنتها أنفسهم } أي تيقنوا أنها من عند الله { ظلماً وعلوّاً } تكبراً عن الإيمان بما جاء به موسى راجع إلى الجحد { فانظر } يا محمد { كيف كان عاقبة المفسدين } التي علمتها من إهلاكهم.
27 : 15
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ
{ ولقد آتينا داود وسليمان } ابنه { علما } بالقضاء بين الناس ومنطق الطير وغير ذلك { وقالا } شكراً لله { الحمد لله الذي فضلنا } بالنبوة وتسخير الجنّ والإنس والشياطين { على كثير من عباده المؤمنين } .
27 : 16
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ
{‏ وورث سليمان داود ‏}‏ النبوة والعلم دون باقي أولاده ‏{‏ وقال يا أيها الناس عُلمنا منطق الطير ‏}‏ أي‏:‏ فهمَ أصواته ‏{‏ وأُوتينا من كل شيء ‏}‏ تؤتاه الأنبياء والملوك ‏{‏ إن هذا ‏}‏ المؤتى ‏{‏ لهو الفضل المبين ‏}‏ البيَّن الظاهر ‏.‏
27 : 17
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
{ وحشر } جمع { لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير } في مسير له { فهم يوزعون } يجمعون ثم يساقون.
27 : 18
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
{ حتى إذا أتوْا على وادِ النمل } هو بالطائف أو بالشام، نمله صغار أو كبار { قالت نملة } ملكة النمل وقد رأت جند سليمان { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم } يكسرنكم { سليمان وجنوده وهم لا يشعرون } نزل النمل منزلة العقلاء في الخطاب بخطابهم .
27 : 19
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
{ فتبسّم } سليمان ابتداء { ضاحكا } انتهاء { من قولها } وقد سمعه من ثلاثة أميال حملته إليه الريح فحبس جنده حين أشرف على واديهم حتى دخلوا بيوتهم وكان جنده ركباناً ومشاة في هذا السير { وقال رب أوزعني } ألهمني { أن أشكر نعمتك التي أنعمت } بها { علىَّ وعلى والديَّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين } الأنبياء والأولياء .
27 : 20
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
{ وتفقّد الطير } ليرى الهدهد الذي يرى الماء تحت الأرض ويدل عليه بنقره فيها فتستخرجه الشياطين لاحتياج سليمان إليه للصلاة فلم يره { فقال ماليَ لا أرى الهدهد } أي أعرضَ لي ما منعني من رؤيته { أم كان من الغائبين } فلم أره لغيبته فلما تحققها.


Share: