Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


4 : 61
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا
{ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله } في القرآن من الحكم { وإلى الرسول } ليحكم بينكم { رأيت المنافقين يصدون } يُعرضون { عنك } إلى غيرك { صدودا } .
4 : 62
فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
{ فكيف } يصنعون { إذا أصابتهم مصيبة } عقوبة { بما قدّمت أيديهم } من الكفر والمعاصي أي أيقدرون على الإعراض والفرار منها ؟ لا { ثم جَاءُوك } معطوف على يصدون { يحلفون بالله إن } ما { أردنا } بالمحاكمة إلى غيرك { إلا إحسانا } صلحا { وتوفيقا } تأليفا بين الخصمين بالتقريب في الحكم دون الحمل على مر الحق .
4 : 63
أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا
{ أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم } من النفاق وكذبهم في عذرهم { فأعرض عنهم } بالصفح { وعِظهم } خوِّفهم الله { وقل لهم في } شأن { أنفسهم قولا بليغا } مؤثرا فيهم أي أزجرهم ليرجعوا عن كفرهم .
4 : 64
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا
{ وما أرسلنا من رسول إلا ليُطاع } فيما يأمر به ويحكم { بإذن الله } بأمره لا ليعصى ويخالف { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } بتحاكمهم إلى الطاغوت { جاءُوك } تائبين { فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول } فيه التفات عن الخطاب تفخيما لشأنه { لوجدوا الله توَابا } عليهم { رحيما } بهم .
4 : 65
فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا
{ فلا وربِّك } لا زائدة { لا يؤمنون حتى يحكِّموك فيما شجر } اختلط { بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا } ضيقا أو شكٌا { مما قضيت } به { ويسلِّموا } ينقادوا لحكمك { تسليما } من غير معارضة .
4 : 66
وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا
{ ولو أنا كتبنا عليهم أن } مفسرة { اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم } كما كتبنا على بني إسرائيل { ما فعلوه } أي المكتوب عليهم { إلا قليل } بالرفع على البدل والنصب على الاستثناء { منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعَظون به } من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم { لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا } تحقيقا لإيمانهم .
4 : 67
وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيمًا
{ وإذا } أي لو ثبتوا { لآتيناهم من لدَّنا } من عندنا { أجرا عظيما } هو الجنة .
4 : 68
وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا
{ ولهديناهم صراطا مستقيما } قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم كيف نراك في الجنة وأنت في الدرجات العلى ونحن أسفل منك فنزل .
4 : 69
وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا
{ ومن يطع الله والرسول } فيما أمر به { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين } أفاضل أصحاب الأنبياء لمبالغتهم في الصدق والتصديق { والشهداء } القتلى في سبيل الله { والصالحين } غير من ذكر { وحسُن أولئك رفيقا } رفقاء في الجنة بأن يستمتع فيها برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم وإن كان مقرهم في الدرجات العالية بالنسبة إلى غيرهم .
4 : 70
ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا
{ ذلك } أي كونهم مع ذكر مبتدأ خبره { الفضل من الله } تفضل به عليهم لا أنهم نالوه بطاعتهم { وكفى بالله عليما } بثواب الآخرة أي فثقوا بما أخبركم به (ولا ينبئك مثل خبير) .
4 : 71
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا
{ يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم } من عدوكم أي احترزوا منه وتيقظوا له { فانفروا } انهضوا إلى قتاله { ثُبَاتٍ } متفرقين سرية بعد أخرى { أو انفروا جميعا } مجتمعين.
4 : 72
وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا
{ وإنَّ منكم لمن ليبطئنَّ } ليتأخرن عن القتال كعبد الله بن أبيّ المنافق وأصحابه وجعله منهم من حيث الظاهر واللام في الفعل للقسم { فإن أصابتكم مصيبة } كقتل وهزيمة { قال قد أنعم الله علىَّ إذ لم أكن معهم شهيدا } حاضرا فأصاب .
4 : 73
وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا
{ ولئن } لام قسم { أصابكم فضل من الله } كفتح وغنيمة { لَيَقُولَنَّ } نادما { كأن } مخففة واسمها محذوف أي كأنه { لم يكن } بالياء والتاء { بينكم وبينه مودة } معرفة وصداقة وهذا راجع إلى قوله ( قد أنعم الله علىَّ )، اعترض به بين القول ومقوله وهو { يا } للتنبيه { ليتني كنت معهم فأفوزَ فوزا عظيما } آخذ حظا وافرا من الغنيمة قال تعالى .
4 : 74
فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا
{ فليقاتل في سبيل الله } لإعلاء دينه { الذين يشرون } يبيعون { الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيُقتل } يستشهد { أو يَغلب } يظفر بعدوه { فسوف نؤتيه أجرا عظيما } ثوابا جزيلا .
4 : 75
وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
{ وما لكم لا تقاتلون } إستفهام توبيخ، أي لا مانع لكم من القتال { في سبيل الله و } في تخليص { المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } الذين حبسهم الكفار عن الهجرة وآذوهم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت أنا وأمي منهم { الذين يقولون } داعين يا { ربنا أخرجنا من هذه القرية } مكة { الظالم أهلُها } بالكفر { واجعل لنا من لدنك } من عندك { وليّاً } يتولى أمورنا { واجعل لنا من لدنك نصيرا } يمنعنا منهم وقد استجاب الله دعاءهم فيَسَّر لبعضهم الخروج وبقي بعضهم إلى أن فتحت مكة ووَلَّى صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد فأنصف مظلومهم من ظالمهم .
4 : 76
الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا
{ الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت } الشيطان { فقاتلوا أولياء الشيطان } أنصار دينه تغلبوهم لقوتكم بالله { إن كيد الشيطان } بالمؤمنين { كان ضعيفا } واهيا لا يقاوم كيد الله بالكافرين
4 : 77
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً
{ ألم تر إلى الذين قيل لهم كفُّوا أيديكم } عن قتال الكفار لما طلبوه بمكة لأذى الكفار لهم وهم جماعة من الصحابة { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كُتب } فرض { عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون } يخافون { الناس } الكفار، أي عذابهم بالقتل { كَخَشْيَتـ } ـهم عذاب { الله أو أشدَّ خشية } من خشيتهم له ونصب أشد على الحال وجواب لما دل عليه إذا وما بعدها أي فاجأتهم الخشية { وقالوا } جزعا من الموت { ربَنا لم كتبت علينا القتال لولا } هلاّ { أخَّرتنا إلى أجل قريب قل } لهم { متاعُ الدنيا } ما يتمتع به فيها أو الاستمتاع بها { قليل } آيل إلى الفناء { والآخرة } أي الجنة { خير لمن اتقى } عقاب الله بترك معصيته { ولا تُظلمون } بالتاء والياء تنقصون من أعمالكم { فتيلا } قدر قشرة النواة فجاهدوا .
4 : 78
أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا
{ أينما تكونوا يدرككُّم الموت ولو كنتم في بروج } حصون { مشيدة } مرتفعة فلا تخشوا القتال خوف الموت { وإن تصبهم } أي اليهود { حسنة } خصب وسعة { يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة } جدب وبلاء كما لهم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة { يقولوا هذه من عندك } يا محمد أي بشؤمك { قل } لهم { كل } من الحسنة والسيئة { من عند الله } من قبله { فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون } أي لا يقاربون أن يفهموا { حديثا } يُلقى إليهم وما استفهام تعجب من فرط جهلهم ونفي مقاربة الفعل أشد من نفيه .
4 : 79
مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا
( ما أصابك ) أيها الإنسان ( من حسنة ) خير ( فمن الله ) أتتك فضلا منه ( وما أصابك من سيئة ) بليَّة ( فمن نفسك ) أتتك حيث ارتكبت ما يستوجبها من الذنوب ( وأرسلناك ) يا محمد ( للناس رسولا ) حال مؤكدة ( وكفى بالله شهيدا ) على رسالتك .
4 : 80
مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا
{ من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى أعرض عن طاعتك فلا يهمنَّك { فما أرسلناك عليهم حفيظا } حافظا لأعمالهم بل نذيرا وإلينا أمرهم فنجازيهم وهذا قبل الأمر بالقتال .


Share: