Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


30 : 21
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
{ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا} فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء { لتسكنوا إليها } وتألفوها { وجعل بينكم } جميعا { مودةً ورحمة إن في ذَلك } المذكور { لآيات لقوم يتفكرون } في صنع الله تعالى.
30 : 22
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ
{ ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم } أي لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها { وألوانكم } من بياض وسواد وغيرهما، وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة { إن في ذلك لآيات } دلالات على قدرته تعالى { للعالمين } بفتح اللام وكسرها، أي: ذوي العقول وأولي العلم.
30 : 23
وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
{ ومن آياته منامكم بالليل والنهار } بإرادته راحة لكم { وابتغاؤكم } بالنهار { من فضله } أي: تصرفكم في طلب المعِيشة بإرادته { إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون } سماع تدبر واعتبار.
30 : 24
وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
{ ومن آياته يريكم } أي إراءتكم { البرق خوفا} للمسافر من الصواعق { وطمعا} للمقيم في المطر { وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها } أي: يبسطها بأن تنبت { إن في ذلك } المذكور { لآيات لقوم يعقلون } يتدبرون.
30 : 25
وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ
{ ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره } بإرادته من غير عمد { ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض } بأن ينفخ إسرافيل في الصور للبعث من القبور { إذا أنتم تخرجون } منها أحياء فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى.
30 : 26
وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ
{ وله من في السماوات والأرض } ملكا وخلقا وعبيدا { كل له قانتون } مطيعون.
30 : 27
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
{ وهو الذي يبدأ الخلق } للناس { ثم يعيده } بعد هلاكهم { وهو أهون عليه } من البدء بالنظر إلى ما عند المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإلا فهما عند الله تعالى سواء في السهولة { وله المثل الأعلى في السماوات والأرض } أي: الصفة العليا، وهي أنه لا إله إلا هو { وهو العزيز } في ملكه { الحكيم } في خلقه.
30 : 28
ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
{ ضرب } جعل { لكم } أيها المشركون { مثلا} كائنا { من أنفسكم } وهو { هل لكم من ما ملكت أيمانكم } أي من مماليككم { من شركاء } لكم { فيما رزقناكم } من الأموال وغيرها { فأنتم } وهم { فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم } أي أمثالكم من الأحرار والاستفهام بمعنى النفي المعنى: ليس مماليككم شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له { كذلك نفصِّل الآيات } نبنيها مثل ذلك التفصيل {لقومٍ يعقلون} يتدبرون.
30 : 29
بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ
{ بل اتبع الذين ظلموا } بالإشراك { أهواءَهم بغير علمٍ فمن يهدي من أضل الله } أي: لا هادي له { وما لهم من ناصرين } مانعين من عذاب الله.
30 : 30
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
{ فأقم } يا محمد { وجهك للدين حنيفا} مائلا إليه: أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك { فطرتَ الله } خلقته { التي فطر الناس عليها } وهي دينه أي: الزموها { لا تبديل لخلق الله } لدينه أي: لا تبدلوه بأن تشركوا { ذلك الدين القيّم } المستقيم توحيد الله { ولكن أكثر الناس } أي كفار مكة { لا يعلمون } توحيد الله.
30 : 31
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
{ منيبين } راجعين { إليه } تعالى فيما أمر به ونهى عنه حال من فاعل أقم وما أريد به؛ أي أقيموا { واتقوه } خافوه { وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين } .
30 : 32
مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
{ من الذين } بدل بإعادة الجار { فرقوا دينهم } باختلافهم فيما يعبدونه { وكانوا شيعاً } فرقاً في ذلك { كل حزبٍ } منهم { بما لديهم } عندهم { فرحون } مسرورون، وفي قراءة فارقوا: أي تركوا دينهم الذي أمروا به.
30 : 33
وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
{ وإذا مسَّ الناس } أي كفار مكة { ضرٌّ } شدة { دعوا ربهم منيبين } راجعين { إليه } دون غيره { ثم إذا أذاقهم منه رحمة } بالمطر { إذا فريقٌ منهم بربهم يشركون } .
30 : 34
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
{ ليكفروا بما آتيناهم } أريد به التهديد { فتمتعوا فسوف تعلمون } عاقبة تمتعكم، فيه التفات عن الغيبة.
30 : 35
أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ
{ أَم } بمعنى همزة الإنكار { أنزلنا عليهم سلطاناً } حجة وكتاباً { فهو يتكلم } تكلم دلالة { بما كانوا به يشركون } أي يأمرهم بالإشراك! لا.
30 : 36
وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ
{ وإذا أذقنا الناس } كفار مكة وغيرهم { رحمة } نعمةً { فرحوا بها } فرح بطر { وإن تصبهم سيئة } شدة { بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون } ييأسون من الرحمة ومن شأن المؤمن أن يشكر عند النعمة ويرجو ربه عند الشدة.
30 : 37
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
{ اوَ لم يروا } يعلموا { أن الله يبسط الرزق } يوسعه { لمن يشاء } امتحانا { ويقدر } يضيقه لمن يشاء ابتلاءً { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } بها.
30 : 38
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
{ فآت ذا القربى } القرابة { حقه } من البر والصلة { والمسكين وابن السبيل } المسافر من الصدقة، وأمة النبي تبع له في ذلك { ذلك خير للذين يريدون وجه الله } أي ثوابه بما يعملون { وأولئك هم المفلحون } الفائزون.
30 : 39
وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ
{ وما آتيتم من رِبا} بأن يعطي شيء هبة أو هدية ليطلب أكثر منه، فسمي باسم المطلوب من الزيادة في المعاملة { ليربوَ في أموال الناس } المعطين، أي يزيد { فلا يربو } يزكو { عند الله } لا ثواب فيه للمعطين { وما آتيتم من زكاة } صدقة { تريدون } بها { وجه الله فأولئك هم المضعفون } ثوابهم بما أرادوه، فيه التفات عن الخطاب.
30 : 40
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
{ الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم } ممن أشركتم بالله { من يفعل من ذلكم من شيء } لا { سبحانه وتعالى عما يشركون } به.


Share: