Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


9 : 1
بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ
هذه { براءة من الله ورسوله } وأصله { إلى الذين عاهدتم من المشركين } عهدا مطلقا أو دون أربعة أشهر أو فوقها ونص العهد بما يذكر في قوله .
9 : 2
فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ
{ فسيحوا } سيروا آمنين أيها المشركون { في الأرض أربعة أشهر } أولها شوال بدليل ما سيأتي ولا أمان لكم بعدها { واعلموا أنكم غيرُ معجزي الله } أي فائتي عذابه { وأنَّ الله مخزي الكافرين } مذلُّهم في الدنيا بالقتل والأخرى بالنار .
9 : 3
وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
( وأذان ) إعلام ( من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ) يوم النحر ( أن ) أي بأن ( الله برئ من المشركين ) وعهودهم ( ورسوله ) برئ أيضا "" وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا من السنة وهي سنة تسع فأذن يوم النحر بمنى بهذه الآيات وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان "" رواه البخاري ( فإن تبتم ) من الكفر ( فهو خير لكم وإن توليتم ) عن الإيمان ( فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر ) أخبر ( الذين كفروا بعذاب أليم ) مؤلم وهو القتل والأسر في الدنيا والنار في الآخرة .
9 : 4
إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
{ إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا } من شروط العهد { ولم يظاهروا } يعاونوا { عليكم أحدا } من الكفار { فأتموا إليهم عهدهم إلى } انقضاء { مدتهم } التي عاهدتم عليها { إن الله يحب المتقين } بإتمام العهود .
9 : 5
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
{ فإذا انسلخ } خرج { الأشهر الحرم } وهي آخر مدة التأجيل { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } في حل أو حرم { وخذوهم } بالأسر { واحصروهم } في القلاع والحصون حتى يضطروا إلى القتل أو الإسلام { واقعدوا لهم كلَّ مرصد } طريق يسلكونه ونصب كل على نزع الخافض { فإن تابوا } من الكفر { وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلُّوا سبيلهم } ولا تتعرضوا لهم { إن الله غفور رحيم } لمن تاب .
9 : 6
وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ
{ وإن أحد من المشركين } مرفوع بفعل يفسره { استجارك } استأمنك من القتل { فأجره } أمِّنه { حتى يسمع كلام الله } القرآن { ثم أبلغه مأمنه } وهو دار قومه إن لم يؤمن لينظر في أمره { ذلك } المذكور { بأنهم قوم لا يعلمون } دين الله فلا بد لهم من سماع القرآن ليعلموا .
9 : 7
كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
{ كيف } أي لا { يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله } وهم كافرون بالله ورسوله غادرون { إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام } يوم الحديبية وهم قريش المستثنون من قبل { فما استقاموا لكم } أقاموا على العهد ولم ينقضوه { فاستقيموا لهم } على الوفاء به وما شرطية { إن الله يحب المتقين } وقد استقام النبي صلى الله عليه وسلم على عهدهم حتى نقضوا بإعانة بني بكر على خزاعة .
9 : 8
كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
{ كيف } يكون لهم عهد { وإن يظهروا عليكم } يظفروا بكم { لا يرقبوا } يراعوا { فيكم إلاّ } قرابة { ولا ذمة } عهدا بل يؤذوكم ما استطاعوا وجملة الشرط حال { يرضونكم بأفواههم } بكلامهم الحسن { وتأبى قلوبهم } الوفاء به { وأكثرهم فاسقون } ناقضون للعهد .
9 : 9
اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
{ اشترَوا بآيات الله } القرآن { ثمنا قليلا } من الدنيا أي تركوا اتباعها للشهوات والهوى { فصدُّوا عن سبيله } دينه { إنهم ساء } بئس { ما كانوا يعملونـ } ـه عملهم هذا .
9 : 10
لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ
{ لا يرقُبون في مؤمن إلاّ ولا ذمَّة وأولئك هم المعتدون } .
9 : 11
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
{ فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم } أي فهم إخوانكم { في الدين ونفصِّل } نبين { الآيات لقوم يعلمون } يتدبرون .
9 : 12
وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ
{ وإن نكثوا } نقضوا { أيمانهم } مواثيقهم { من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم } عابوه { فقاتلوا أئمة الكفر } رؤساءه، فيه وضع الظاهر موضع المضمر { إنهم لا أيمان } عهود { لهم } وفي قراءة بالكسر { لعلهم ينتهون } عن الكفر .
9 : 13
أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ
{ ألا } للتحضيض { تقاتلون قوما نكثوا } نقضوا { أيمانهم } عهودهم { وهمُّوا بإخراج الرسول } من مكة لما تشاوروا فيه بدار الندوة { وهم بدءوكم } بالقتال { أوَّل مرَّة } حيث قاتلوا خزاعة حلفاءكم مع بني بكر فما يمنعكم أن تقاتلوهم { أتخشونهم } أتخافونهم { فاللهُ أحق أن تخشوه } في ترك قتالهم { إن كنتم مؤمنين } .
9 : 14
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ
{ قاتلوهم يعذبهم الله } يقتلهم { بأيديكم ويخزهم } يذلهم بالأسر والقهر { وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين } بما فُعل بهم هم بنو خزاعة .
9 : 15
وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
{ ويذُهب غيظ قلوبهم } كربها { ويتوب الله على من يشاء } بالرجوع إلى الإسلام كأبي سفيان { والله عليم حكيم } .
9 : 16
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
{ أم } بمعنى همزة الإنكار { حسبتم أن تُتركوا ولما } لم { يعلم الله } علم ظهور { الذين جاهدوا منكم } بإخلاص { ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة } بطانة وأولياء، المعنى ولم يظهر المخلصون وهم الموصوفون بما ذكر من غيرهم { والله خبير بما تعملون } .
9 : 17
مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ
{ ما كان للمشركين أن يعمُروا مَسْجِدَ الله } بالإفراد والجمع بدخوله والقعود فيه { شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت } بطلت { أعمالهم } لعدم شرطها { وفي النار هم خالدون } .
9 : 18
إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ
{ إنما يعمُر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش } أحدا { إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين } .
9 : 19
أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
{ أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام } أي أهل ذلك { كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله } في الفضل { والله لا يهدي القوم الظالمين } الكافرين، نزلت ردا على من قال ذلك وهو العباس أو غيره .
9 : 20
الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
{ الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة } رتبة { عند الله } من غيرهم { وأولئك هم الفائزون } الظافرون بالخير .


Share: