Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


31 : 1
الم
{ الم } الله أعلم بمراده به.
31 : 2
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ
{ تلك } أي هذه الآيات { آيات الكتاب } القرآن { الحكيم } ذي الحكمة والإضافة بمعنى من.
31 : 3
هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ
هو ( هدى ورحمة ) بالرفع ( للمحسنين ) وفي قراءة العامة بالنصب حالاً من الآيات العامل فيها ما في "تلك" من معنى الإشارة .
31 : 4
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
{ الذين يقيمون الصلاة } بيان للمحسنين { ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون } هم الثاني تأكيد.
31 : 5
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
{ أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون } الفائزون.
31 : 6
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
{ ومن الناس من يشتري لهو الحديث } أي ما يلهي منه عما يعني { ليضلَّ } بفتح الياء وضمها { عن سبيل الله } طريق الإسلام { بغير علمٍ ويتخذها } بالنصب عطفاً على يضل، وبالرفع عطفاً على يشتري { هزؤاً } مهزوءاً بها { أولئك لهم عذاب مهين } ذو إهانة.
31 : 7
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
{ وإذا تتلى عليه آياتنا } أي القرآن { ولَّى مستكبرا } متكبرا { كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا } صمما وجملتا التشبيه حالان من ضمير ولَّى أو الثانية بيان للأولى { فبشِّره } أعلمه { بعذاب أليم } مؤلم وذكر البشارة تهكم به وهو النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول: إن محمدا يحدثكم أحاديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن.
31 : 8
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم } .
31 : 9
خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
{ خالدين فيها } حال مقدرة أي: مقدرا خلودهم فيها إذا دخلوها { وعد الله حقا } أي وعدهم الله ذلك وحقه حقا { وهو العزيز } الذي لا يغلبه شيء فيمنعه من إنجاز وعده ووعيده { الحكيم } الذي لا يضع شيئا إلا في محله.
31 : 10
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ
{ خلق السماوات بغير عمَدٍ ترونها } أي العمد جمع عماد وهو الاسطوانة، وهو صادق بأن لا عمد أصلا { وألقى في الأرض رواسي } جبالا مرتفعة لـ { أن } لا { تميد } تتحرك { بكم وبثَّ فيها من كل دابة وأنزلنا } فيه التفات عن الغيبة { من السماء ماءً فأنبتنا فيها من كل زوجٍ كريمٍ } صنف حسن.
31 : 11
هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
{ هذا خلق الله } أي مخلوقه { فأروني } أخبروني يا أهل مكة { ماذا خلق الذين من دونه } غيره أي آلهتكم حتى أشركتموها به تعالى، وما استفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره وأروني معلق عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين { بل } للانتقال { الظالمون في ضلالٍ مبينٍ } بيّن بإشراكهم وأنتم منهم.
31 : 12
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
{ ولقد آتينا لقمان الحكمة } منها العلم والديانة والإصابة في القول، وحكمه كثيرة مأثورة، كان يفتي قبل بعثة داود وأدرك بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا وقال في ذلك: ألا أكتفي إذا كفيت، وقيل له أي الناس شر؟ قال: الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئاً { أن } أي وقلنا له أن { أشكر لله } على ما أعطاك من الحكمة { ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه } لأن ثواب شكره له { ومن كفر } النعمة { فإن الله غني } عن خلقه { حميد } محمود في صنعه.
31 : 13
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
{ و } اذكر { إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ } تصغير إشفاق { لا تشرك بالله إن الشرك } بالله { لظلم عظيم } فرجع إليه وأسلم.
31 : 14
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
{ ووصينا الإنسان بوالديه } أمرناه أن يبرهما { حملته أمُه } فْوهنت { وهنا على وهنٍ } أي ضعفت للحمل وضعفت للطلق وضعفت للولادة { وفصاله } أي فطامه { في عامين } وقلنا له { أنِ اشكر لي ولوالديك إلىَّ المصير } أي المرجع.
31 : 15
وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
{ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم } موافقة للواقع { فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا } أي بالمعروف البر والصلة { واتبع سبيل } طريق { من أناب } رجع { إليَّ } بالطاعة { ثم إليَّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون } فأجازيكم عليه وجملة الوصية وما بعدها اعتراض.
31 : 16
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
{ يا بنيّ إنها } أي الخصلة السيئة { إن تك مثقال حبة من خردلِ فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض } أي في أخفى مكان من ذلك { يأت بها الله } فيحاسب عليها { إن الله لطيف } باستخراجها { خبير } بمكانها.
31 : 17
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
{ يا بنيّ أقْم الصلاة وأمُر بالمعروف وانْهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك } بسبب الأمر والنهي { إن ذلك } المذكور { من عزم الأمور } أي معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها.
31 : 18
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
{ ولا تصعِّر } وفي قراءة تصاعر { خدك للناس } لا تمل وجهك عنهم تكبرا { ولا تمش في الأرض مرحا } أي خيلاء { إن الله لا يحب كل مختالٍ } متبختر في مشيه { فخور } على الناس.
31 : 19
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ
{ واقصد في مشيك } توسط فيه بين الدبيب والإسراع، وعليك السكينة والوقار { واغضض } اخفض { من صوتك إن أنكر الأصوات } أقبحها { لصوت الحمير } أوله زفير وآخره شهيق.
31 : 20
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ
{ ألم تروْا } تعلموا يا مخاطبين { أن الله سخَّر لكم ما في السموات } من الشمس والقمر والنجوم لتنتفعوا بها { وما في الأرض } من الثمار والأنهار والدواب { وأسبغ } أوسع وأتمَّ { عليكم نعمه ظاهرةً } وهي حسن الصورة وتسوية الأعضاء وغير ذلك { وباطنةً } هي المعرفة وغيرها { ومن الناس } أي أهل مكة { من يجادل في الله بغير علم ولا هدىً } من رسول { ولا كتاب منير } أنزله الله، بل بالتقليد.


Share: