Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


38 : 1
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ
{ ص } الله أعلم بمراده به { والقرآن ذي الذكر } أي البيان أو الشرف، وجواب هذا القسم محذوف: أي ما الأمر كما قال كفار مكة من تعدد الآلهة .
38 : 2
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ
{ بل الذين كفروا } من أهل مكة { في عزة } حمية وتكبر عن الإيمان { وشقاق } خلاف وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم .
38 : 3
كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ
{ كم } أي كثيرا { أهلكنا من قبلهم من قرنِ } أي أمة من الأمم الماضية { فنادوْا } حين نزول العذاب بهم { ولاتَ حين مناص } أي ليس حين فرار والتاء زائدة، والجملة حال من فاعل نادوا، أي استغاثوا، والحال أن لا مهرب ولا منجى وما اعتبر بهم كفار مكة .
38 : 4
وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ
{ وعجبوا أن جاءهم منذر منهم } رسول من أنفسهم ينذرهم ويخوفهم النار بعد البعث وهو النبي * صلى الله عليه وسلم { وقال الكافرون } فيه وضع الظاهر موضع المضمر { هذا ساحر كذاب } .
38 : 5
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ
{ أجعل الآلهة إلها واحدا } حيث قال لهم قولوا: لا إله إلا الله، أي كيف يسع الخلق كلهم إله واحد { إن هذا لشيء عجاب } أي عجيب .
38 : 6
وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ
{ وانطلق الملأ منهم } من مجلس اجتماعهم عند أبي طالب وسماعهم فيه من النبي صلى الله عليه وسلم قولوا: لا إله إلا الله { أن امشوا } يقول بعضهم لبعض امشوا { واصبروا على آلهتكم } اثبتوا على عبادتها { إن هذا } المذكور من التوحيد { لشيء يراد } منا .
38 : 7
مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ
{ ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة } أي ملة عيسى { إن } ما { هذا إلا اختلاق } كذب .
38 : 8
أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ
{ أَأُنزل } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركه { عليه } على محمد { الذكر } أي القرآن { من بيننا } وليس بأكبرنا ولا أشرفنا: أي لم ينزل عليه، قال تعالى: { بل هم في شك من ذكري } وحْيي أي القرآن حيث كذبوا الجائي به { بل لما } لم { يذوقوا عذاب } ولو ذاقوه لصدقوا النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ولا ينفعهم التصديق حينئذ .
38 : 9
أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ
{ أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز } الغالب { الوهاب } من النبوَّة وغيرها فيعطونها من شاءوا.
38 : 10
أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ
{ أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما } إن زعموا ذلك { فليرتقوا في الأسباب } الموصلة إلى السماء فيأتوا بالوحي فيخصوا به من شاءوا، وأمْ في الموضعين بمعنى همزة الإنكار .
38 : 11
جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ
{ جند ما } أي هم جند حقير { هنالك } في تكذيبهم لك { مهزوم } صفة جند { من الأحزاب } صفة جند أيضا: أي كالأجناد من جنس الأحزاب المتحزبين على الأنبياء قبلك وأولئك قد قهروا وأهلكوا فكذا نهلك هؤلاء .
38 : 12
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ
{ كذبت قبلهم قوم نوح } تأنيث قوم باعتبار المعنى { وعاد وفرعون ذو الأوتاد } كان يتد لكل من يغضب عليه أربعة أوتاد يشد إليها يديه ورجليه ويعذبه .
38 : 13
وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ
{ وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة } أي الغيضة، وهم قوم شعيب عليه السلام { أولئك الأحزاب } .
38 : 14
إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ
{ إن } ما { كل } من الأحزاب { إلا كذب الرسل } لأنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوا جميعهم لأن دعوتهم واحدة، وهي دعوة التوحيد { فحق } وجب { عقاب } .
38 : 15
وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ
{ وما ينظر } ينتظر { هؤلاء } أي كفار مكة { إلا صيحة واحدة } هي نفخة القيامة تحل بهم العذاب { ما لها من فواق } بفتح الفاء وضمها: رجوع .
38 : 16
وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ
{ وقالوا } لما نزل (فأما من أوتي كتابه بيمينه) الخ { ربنا عجل لنا قطنا } أي كتاب أعمالنا { قبل يوم الحساب } قالوا ذلك استهزاء .
38 : 17
اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ
قال تعالى: { اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد } أي القوة في العبادة كان يصوم يوما ويفطر يوما ويقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه { إنه أوَّاب } رجّاع إلى مرضاة الله .
38 : 18
إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ
{ إنا سخرنا الجبال معه يسبحن } بتسبيحه { بالعشيّ } وقت صلاة العشاء { والإشراق } وقت صلاة الضحى وهو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوءُها .
38 : 19
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ
{ و } سخرنا { الطير محشورة } مجموعة إليه تسبح معه { كل } من الجبال والطير { له أوَّاب } رجّاع إلى طاعته بالتسبيح .
38 : 20
وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ
{ وشددنا ملكه } قوَّيناه بالجرس والجنود وكان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثون ألف رجل { وآتيناه الحكمة } النبوة والإصابة في الأمور { وفصل الخطاب } البيان الشافي في كل قصد .


Share: