Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


12 : 61
قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ
{ قالوا سنراود عنه أباه } سنجتهد في طلبه منه { وإنا لفاعلون } ذلك .
12 : 62
وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
{ وقال لفتيته } وفي قراءة لفتيانه غلمانه { اجعلوا بضاعتهم } التي أتوا بها ثمن الميرة وكانت دراهم { في رحالهم } أوعيتهم { لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم } وفرغوا أوعيتهم { لعلم يرجعون } إلينا لأنهم لا يستحلون إمساكها .
12 : 63
فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
{ فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا: يا أبانا منع منا الكيل } إن لم ترسل أخانا إليه { فأرسل معنا أخانا نكتل } بالنون والياء { وإنا له لحافظون } .
12 : 64
قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
{ قال هل } ما { آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه } يوسف { من قبل } وقد فعلتم به ما فعلتم { فالله خير حفظا } وفي قراءة حافظا تمييز كقولهم لله دره فارسا { وهو أرحم الراحمين } فأرجو أن يمن بحفظه .
12 : 65
وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ
{ ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي } ما استفهامية أي أيَّ نطلب من إكرام الملك أعظم من هذا وقرئ بالفوقانية خطابا ليعقوب وكانوا ذكروا له إكرامه لهم { هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا } تأتي بالميرة لهم وهي الطعام { ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير } لأخينا { ذلك كيل يسير } سهل على الملك لسخائه .
12 : 66
قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ
{ قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا } عهدا { من الله } بأن تحلفوا { لتأتنني به إلا أن يحاط بكم } بأن تموتوا أو تغلبوا فلا تطيقوا الإتيان به فأجابوه إلى ذلك { فلما آتوه موثقهم } بذلك { قال الله على ما نقول } نحن وأنتم { وكيل } شهيد وأرسله معهم .
12 : 67
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ
{ وقال يا بني لا تدخلوا } مصر { من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة } لئلا تصيبكم العين { وما أغني } أدفع { عنكم } بقولي ذلك { من الله من } زائدة { شيء } قدَّره عليكم وإنما ذلك شفقة { إن } ما { الحكم إلا لله } وحده { عليه توكلت } به وثقت { وعليه فليتوكل المتوكلون } .
12 : 68
وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
{ قال تعالى: { ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم } أي متفرقين { ما كان يغني عنهم من الله } أي قضائه { من } زائدة { شيء إلا } لكن { حاجة في نفس يعقوب قضاها } وهي إرادة دفع العين شفقة { وإنه لذو علم لما علمناه } لتعليمنا إياه { ولكن أكثر الناس } وهم الكفار { لا يعلمون } إلهام الله لأصفيائه .
12 : 69
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
{ ولما دخلوا على يوسف آوى } ضم { إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس } تحزن { بما كانوا يعملون } من الحسد لنا وأمره ألا يخبرهم وتواطأ معه على أنه سيحتال على أن يبقيه عنده .
12 : 70
فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ
{ فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية } هي صاع من الذهب مرصع بالجوهر { في رحل أخيه } بنيامين { ثم أذن مؤذن } نادى مناد بعد انفصالهم عن مجلس يوسف { أيتها العير } القافلة { إنكم لسارقون } .
12 : 71
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ
{ قالوا و } قد { أقبلوا عليهم ماذا } ما الذي { تفقدونـ } ـه .
12 : 72
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ
{ قالوا نفقد صواع } صاع { الملك ولمن جاء به حمل بعير } من الطعام { وأنا به } بالحمل { زعيم } كفيل .
12 : 73
قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ
{ قالوا تالله } قسم فيه معنى التعجب { لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين } ما سرقنا قط .
12 : 74
قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ
{ قالوا } أي المؤذن وأصحابه { فما جزاؤه } أي السارق { إن كنتم كاذبين } في قولكم ما كنا سارقين ووجد فيكم .
12 : 75
قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
{ قالوا جزاؤه } مبتدأ خبره { من وجد في رحله } يُسْتَرق ثم أكد بقوله { فهو } أي السارق { جزاؤه } أي المسروق لا غير وكانت سنة آل يعقوب { كذلك } الجزاء { نجزي الظالمين } بالسرقة فصرحوا ليوسف بتفتيش أوعيتهم .
12 : 76
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ
{ فبدأ بأوعيتهم } ففتشها { قبل وعاء أخيه } لئلا يتهم { ثم استخرجها } أي السقاية { من وعاء أخيه } قال تعالى: { كذلك } الكيد { كدنا ليوسف } علمناه الاحتيال في أخذ أخيه { ما كان } يوسف { ليأخذ أخاه } رقيقا عن السرقة { في دين الملك } حكم ملك مصر لأن جزاءه عنده الضرب وتغريم مثلي المسروق لا الاسترقاق { إلا أن يشاء الله } أخذه بحكم أبيه أي لم يتمكن من أخذه إلا بمشيئة الله بإلهامه سؤال إخوته وجوابهم بسنتهم { نرفع درجاتِ من نشاء } بالإضافة والتنوين في العلم كيوسف { وفوق كل ذي علم } من المخلوقين { عليم } أعلم منه حتى ينتهي إلى الله تعالى.
12 : 77
قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ
{ قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل } أي يوسف وكان سرق لأبي أمه صنما من ذهب فكسره لئلا يعبده { فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها } يظهرها { لهم } والضمير للكلمة التي في قوله { قال } في نفسه { أنتم شر مكانا } من يوسف وأخيه لسرقتكم أخاكم من أبيكم وظلمكم له { والله أعلم } عالم { بما تصفون } تذكرون من أمره .
12 : 78
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
{ قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا } يحبه أكثر منا ويتسلى به عن ولده الهالك ويحزنه ففراقه { فخذ أحدنا } استبعده { مكانه } بدلا منه { إنا نراك من المحسنين } في أفعالك .
12 : 79
قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّـا إِذًا لَّظَالِمُونَ
{ قال معاذ الله } نصب على المصدر حذف فعله وأضيف إلى المفعول أي نعوذ بالله من { أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده } لم يقل من سرق تحرّزا من الكذب { إنا إذا } إن أخذنا غيره { لظالمون } .
12 : 80
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
{ فلما استيأسوا } يئسوا { منه خلصوا } اعتزلوا { نجيا } مصدر يصلح للواحد وغيره أي يناجي بعضهم بعضا { قال كبيرهم } سنًّا روبيل أو رأيا: يهوذا { ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا } عهدا { من الله } في أخيكم { ومن قبل ما } زائد { فرطتم في يوسف } وقيل ما مصدرية مبتدأ خبره من قبل { فلن أبرح } أفارق { الأرض } أرض مصر { حتى يأذن لي أبي } بالعود إليه { أو يحكم الله لي } بخلاص أخي { وهو خير الحاكمين } أعدلهم .


Share: