Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


12 : 81
ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ
{ ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا } عليه { إلا بما علمنا } تيقنَّا من مشاهدة الصاع في رحله { وما كنا للغيب } لما غاب عنا حين إعطاء الموثق { حافظين } ولو علمنا أنه يسرق لم نأخذه .
12 : 82
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
{ واسأل القرية التي كنا فيها } هي مصر أي أرسل إلى أهلها فاسألهم { والعير } أصحاب العير { التي أقبلنا فيها } وهم قوم من كنعان { وإنا لصادقون } في قولنا فرجعوا إليه وقالوا له ذلك .
12 : 83
قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
{ قال بل سولت } زينت { لكم أنفسكم أمرا } ففعلتموه اتهمهم لما سبق منهم من أمر يوسف { فصبر جميل } صبري { عسى الله أن يأتيني بهم } بيوسف وأخويه { جميعا إنه هو العليم } بحالي { الحكيم } في صنعه .
12 : 84
وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ
{ وتولى عنهم } تاركا خطابهم { وقال يا أسفى } الألف بدل من ياء الإضافة أي يا حزني { على يوسف وابيضت عيناه } انمحق سوادهما وبدل بياضا من بكائه { من الحزن } عليه { فهو كظيم } مغموم مكروب لا يظهر كربه .
12 : 85
قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ
{ قالوا تالله } لا { تفتأ } تزال { تذكر يوسف حتى تكون حرضا } مشرفا على الهلاك لطول مرضك وهو مصدر يستوي فيه الواحد وغيره { أو تكون من الهالكين } الموتى .
12 : 86
قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
{ قال } لهم { إنما أشكو بثي } هو عظيم الحزن الذي لا يصبر عليه حتى يبث إلى الناس { وحزني إلى الله } لا إلى غيره فهو الذي تنفع الشكوى إليه { وأعلم من الله ما لا تعلمون } من أن رؤيا يوسف صدق وهو حي ثم قال .
12 : 87
يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ
{ يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه } اطلبوا خبرهما { ولا تيأسوا } تقنطوا { من روح الله } رحمته { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } فانطلقوا نحو مصر ليوسف .
12 : 88
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ
{ فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر } الجوع { وجئنا ببضاعة مزجاة } مدفوعة يدفعها كل من رآها لرداءتها وكانت دراهم زيوفا أو غيرها { فأوف } أتم { لنا الكيل وتصدق علينا } بالمسامحة عن رداءة بضاعتنا { إن الله يجزي المتصدقين } يثيبهم فَرَقَّ لهم وأدركته الرحمة ورفع الحجاب بينه وبينهم .
12 : 89
قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ
ثم { قال } لهم توبيخا { هل علمتم ما فعلتم بيوسف } من الضرب والبيع وغير ذلك { وأخيه } من هضمكم له بعد فراق أخيه { إذ أنتم جاهلون } ما يئول إليه أمر يوسف .
12 : 90
قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
{ قالوا } بعد أن عرفوه لما ظهر من شمائله متثبتين { أإنك } بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين { لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد منَّ } أنعم { الله علينا } بالاجتماع { إنه من يتق } يخف الله { ويصبر } على ما يناله { فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } فيه وضع الظاهر موضع المضمر .
12 : 91
قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ
{ قالوا تالله لقد آثرك } فضلك { الله علينا } بالملك وغيره { وإن } مخففة أي إنَّا { كنا لخاطئين } آثمين في أمرك فأذللناك .
12 : 92
قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
{ قال لا تثريب } عتب { عليكم اليوم } خصه بالذكر لأنه مظنة التثريب فغيره أولى { يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } وسألهم عن أبيه فقالوا ذهبت عيناه فقال .
12 : 93
اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ
{ اذهبوا بقميصي هذا } وهو قميص إبراهيم الذي لبسه حين ألقي في النار كان في عنقه في الجب وهو من الجنة أمره جبريل بإرساله وقال إن فيه ريحها ولا يُلقى على مبتلًى إلا عوفي { فألقوه على وجه أبي يأت } يصر { بصيرا وائتوني بأهلكم أجمعين } .
12 : 94
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ
{ ولما فصلت العير } خرجت من عريش مصر { قال أبوهم } لمن حضر من بنيه وأولادهم { إني لأجد ريح يوسف } أوصلته إليه الصبا بإذنه تعالى من مسير ثلاثة أيام أو ثمانية أو أكثر { لولا أن تفندونِ } تسفهون لصدقتموني .
12 : 95
قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ
{ قالوا } له { تالله إنك لفي ضلالك } خطئك { القديم } من إفراطك في محبته ورجاء لقائه على بعد العهد .
12 : 96
فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
{ فلما أن } زائدة { جاء البشير } يهوذا بالقميص وكان قد حمل قميص الدم فأحب أن يفرحه كما أحزنه { ألقاه } طرح القميص { على وجهه فارتد } رجع { بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون } .
12 : 97
قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ
{ قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين } .
12 : 98
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
{ قال سوف أستغفر لكم ربي إنه الغفور الرحيم } أخَّر ذلك إلى السحر ليكون أقرب إلى الإجابة أو إلى ليلة الجمعة ثم توجهوا إلى مصر وخرج يوسف والأكابر لتلقيهم .
12 : 99
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ
{ فلما دخلوا على يوسف } في مضربه { آوى } ضم { إليه أبويه } أباه وأمه أو خالته { وقال } لهم { ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين } فدخلوا وجلس يوسف على سريره .
12 : 100
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
{ ورفع أبويه } أحلهما معه { على العرش } السرير { وخروا } أي أبواه وإخوته { له سجدا } سجود انحناء لا وضع جبهة وكان تحيتهم في ذلك الزمان { وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي } إليَّ { إذ أخرجني من السجن } لم يقل من الحب تكرما لئلا تخجل إخوته { وجاء بكم من البدو } البادية { من بعد أن نزغ } أفسد { الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم } بخلقه { الحكيم } في صنعه وأقام عنده أبوه أربعا وعشرين سنة أو سبع عشرة سنة وكانت مدة فراقه ثماني عشرة أو أربعين أو ثمانين سنة وحضره الموت فوصى يوسف أن يحمله ويدفنه عند أبيه فمضى بنفسه ودفنه ثمة، ثم عاد إلى مصر وأقام بعده ثلاثا وعشرين سنة ولما تم أمره وعلم أنه لا يدوم تاقت نفسه إلى الملك الدائم فقال .


Share: