Preloader Image

2 Rejab 1446H

Thu, 02 Jan 2025

Pray Time


18 : 61
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا
{ فلما بلغا مجمع بينهما } بين البحرين { نسيا حوتهما } نسي يوشع حمله عند الرحيل ونسي موسى تذكيره { فاتخذ } الحوت { سبيله في البحر } أي جعله بجعل الله { سربا } أي مثل السرب، وهو الشق الطويل لا نفاذ له، وذلك أن الله تعالى أمسك عن الحوت جري الماء فانجاب عنه فبقي كالكوة لم يلتئم وجمد ما تحته منه .
18 : 62
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا
{ فلما جاوزا } ذلك المكان بالسير إلى وقت الغداء من ثاني يوم { قال } موسى { لفتاهُ آتينا غداءنا } هو ما يؤكل أول النهار { لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } تعبا وحصوله بعد المجاوزة .
18 : 63
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا
{ قال أرأيت } أي تنبه { إذ أوينا إلى الصخرة } بذلك المكان { فإني نسيت الحوت وما أنسانيهُ إلا الشيطان } يبدل من الهاء { أن أذكره } بدل اشتمال أي أنساني ذكره { واتخذ } الحوت { سبيله في البحر عجبا } مفعول ثان، أي يتعجب منه موسى وفتاه لما تقدم في بيانه .
18 : 64
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا
{ قال } موسى { ذلك } أي فقدنا الحوت { ما } أي الذي { كنا نبغ } نطلبه فإنه علامة لنا على وجود من نطلبه { فارتدا } رجعا { على آثارهما } يقصانها { قصصا } فأتيا الصخرة .
18 : 65
فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا
( فوجدا عبدا من عبادنا ) هو الخضر ( آتيناه رحمة من عندنا ) نبوة في قول وولاية في آخر وعليه أكثر العلماء ( وعلمناه من لدنا ) من قبلنا ( علما ) مفعول ثان أي معلوما من المغيبات ، روى البخاري حديث "" إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا ، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه : إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى : يا رب فكيف لي به قال : تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقد الحوت فهو ثم ، فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتى أتيا الصخرة ووضعا رأسيهما فناما واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر "" فاتخذ سبيله في البحر سربا "" وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كانا من الغداة قال موسى لفتاه آتنا غداءنا إلى قوله واتخذ سبيله في البحر عجبا قال وكان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا إلخ "" .
18 : 66
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
{ قال له موسى هل أتَّبعك على أن تعلَّمن مما عُلمت رَشَداً } أي صواباً أرشد به وفي قراءة بضم الراء وسكون الشين وسأله ذلك لأن الزيارة في العلم مطلوبة .
18 : 67
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
{ قال إنك لن تستطيع معي صبرا } .
18 : 68
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا
( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) في الحديث السابق عقب هذه الآية "" يا موسى إني على علم من الله علمنيه لا تعلمه وأنت على علم من الله علمكه الله لا أعلمه ، وقوله خبرا مصدر بمعنى لم تحط أي لم تخبر حقيقته .
18 : 69
قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا
{ قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي } أي وغير عاص { لك أمرا } تأمرني به، وقيد بالمشيئة لأنه لم يكن على ثقة من نفسه فيما التزم، وهذه عادة الأنبياء والأولياء ألا يثقوا إلى أنفسهم طرفة عين .
18 : 70
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا
{ قال فإن اتبعتني فلا تسألني } وفي قراءة بفتح اللام وتشديد النون { عن شيء } تنكره مني في علمك واصبر { حتى أحدث لك منه ذكرا } أي أذكره لك بعلته، فقبل موسى شرطه رعاية لأدب المتعلم مع العالم .
18 : 71
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا
{ فانطلقا } يمشيان على البحر { حتى إذا ركبا في السفينة } التي مرت بهما { خرقها } الخضر بأن اقتلع لوحا أو لوحين منها من جهة البحر بفأس لما بلغت اللجج { قال } له موسى { اخرقتها لتغرق أهلها } وفي قراءة بفتح التحتانية والراء ورفع أهلها { لقد جئت شيئا إمرا } أي عظيما منكرا روي أن الماء لم يدخلها .
18 : 72
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
{ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا } .
18 : 73
قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا
{ قال لا تؤاخذني بما نسيت } أي غفلت عن التسليم لك وترك الانكار عليك { ولا ترهقني } تكلفني { من أمري عسرا } مشقة في صحبتي إياك أي عاملني فيها بالعفو واليسر .
18 : 74
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا
{ فانطلقا } بعد خروجهما من السفينة يمشيان { حتى إذا لقيا غلاما } لم يبلغ الحنث يلعب مع الصبيان أحسنهم وجها { فقتله } الخضر بأن ذبحه بالسكين مضطجعا أو اقتلع رأسه بيده أو ضرب رأسه بالجدار ، أقوال وأتى هنا بالفاء العاطفة لأن القتل عقب اللقاء وجواب إذا { قال } له موسى { أقتلت نفسا زاكية } أي طاهرة لم تبلغ حد التكليف وفي قراءة زكية بتشديد الياء بلا ألف { بغير نفس } أي لم تقتل نفسا { لقد جئت شيئا نكرا } بسكون الكاف وضمها أي منكرا .
18 : 75
قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا
{ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا } زاد لك على ما قبله لعدم العذر هنا .
18 : 76
قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا
ولهذا { قال إن سألتك عن شيء بعدها } أي بعد هذه المرة { فلا تصاحبني } لا تتركني أتبعك { قد بلغت من لدني } بالتشديد والتخفيف من قبلي { عذرا } في مفارقتك لي .
18 : 77
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا
{ فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية } هي أنطاكية { استطعما أهلها } طلبا منهم الطعام بضيافة { فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا } ارتفاعه مائة ذراع { يريد أن ينقضَّ } أي يقرب أن يسقط لميلانه { فأقامه } الخضر بيده { قال } له موسى { لو شئت لاتخذت } وفي قراءة لتخذت { عليه أجرا } جُعْلاً حيث لم يضيفونا مع حاجتنا إلى الطعام .
18 : 78
قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
{ قال } له الخضر { هذا فراق } أي وقت فراق { بيني وبينك } فيه إضافة بين إلى غير متعدد سوغها تكريره بالعطف بالواو { سأُنبئك } قبل فراقي لك { بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } .
18 : 79
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا
{ أما السفينة فكانت لمساكين } عشرة { يعملون في البحر } بها مؤاجرة لها طلبا للكسب { فأردت أن أعيبها وكان وراءهم } إذا رجعوا أو أمامهم الآن { ملك } كافر { يأخذ كل سفينة } صالحة { غصبا } نصبه على المصدر المبين لنوع الأخذ .
18 : 80
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا
{ وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا } فإنه كما في حديث مسلم طبع كافرا ولو عاش لأرهقهما ذلك لمحبتهما له يتبعانه في ذلك .


Share: