Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


3 : 41
قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ
{ قال رب اجعل لي آية } أي علامة على حمل امرأتي { قال آيتك } علية { أ } ن { لا تكلم الناس } أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله تعالى { ثلاثة أيام } أي بلياليها { إلا رمزا } إشارة { واذكر ربَّك كثيرا وسبِّح } صلِّ { بالعشي والإبكار } أواخر النهار وأوائله .
3 : 42
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ
{ و } اذكر { إذ قالت الملائكة } أي جبريل { يا مريم إن الله اصطفاك } اختارك { وطهرك } من مسيس الرجال { واصطفاك على نساء العالمين } أي أهل زمانك .
3 : 43
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ
{ يا مريم اقنتي لربك } أطيعيه { واسجدي واركعي مع الراكعين } أي صلِّي مع المصلِّين .
3 : 44
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ
{ ذلك } المذكور من أمر زكريا ومريم { من أنباء الغيب } أخبار ما غاب عنك { نوحيه إليك } يا محمد { وما كنت لديهم إذ يُلْقُون أقلامهم } في الماء يقترعون ليطهر لهم { أيهم يكْفُلُ } يربي { مريم وما كنت لديهم إذ يختصون } في كفالتها فتعرف ذلك فتخبر به وإنما عرفته من جهة الوحي .
3 : 45
إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ
اذكر { إذ قالت الملائكة } أي جبريل { يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه } أي ولد { اسمه المسيح عيسى بن مريم } خاطبها بنسبته إليها تنبيها على أنها تلده بلا أب إذ عادة الرجال نسبتهم إلى آبائهم { وجيها } ذا جاه { في الدنيا } بالنبوة { والآخرة } بالشفاعة والدرجات العُلا { ومن المقرَّبين } عند الله .
3 : 46
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ
{ ويكلِّم الناس في المهد } أي طفلا قبل وقت الكلام { وكهلا ومن الصالحين } .
3 : 47
قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
{ قالت ربِّ أنَّى } كيف { يكون لي ولد ولم يمسني بشر } بتزوج ولا غيره { قال } الأمر { كذلك } من خلق ولد منك بلا أب { الله يخلق ما يشاء إذا قضي أمرا } أراد خلقه { فإنما يقول له كن فيكون } أي فهو يكون .
3 : 48
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ
{ وَنُعَلِّمُهُ } بالنون والياء { الكتاب } الخط { والحكمة والتوراة والإنجيل } .
3 : 49
وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
{ و } يجعله { رسولا إلى بنى إسرائيل } في الصبا أو بعد البلوغ فنفخ جبريل في جيب درعها فحملت، وكان من أمرها ما ذكر في سورة مريم فلما بعثه الله إلى بني إسرائيل قال لهم إني رسول الله إليكم { إني } أي بأني { قد جئتكم بآية } علامة على صدقي { من ربكم } هي { أنِّي } وفي قراءة بالكسر استئنافا { أخلق } أصوِّر { لكم من الطين كهيئة الطير } مثل صورته فالكاف اسم مفعول { فأنفخ فيه } الضمير للكاف { فيكون طيرا } وفي قراءة طائرا { بإذن الله } بإرادته فخلق لهم الخفاش لأنه أكمل الطير خلقا فكان يطير وهم ينظرونه فإذا غاب عن أعينهم سقط ميتا { وأبرئ } أشفي { الأكمه } الذي وُلد أعمى { والأبرص } وخصا بالذكر لأنهما ذا إعياء وكان بعثه في زمن الطب فأبرأ في يوم خمسين ألفا بالدعاء بشرط الإيمان { وأحيي الموتى بإذن الله } كرره لنفي توهم الألوهية فيه فأحيا عازر صديقا له وابن العجوز وابنة العاشر فعاشوا وولد لهم، وسام بن نوح ومات في الحال { وأنبئكم بما تأكلون وما تدَّخرون } تخبئون { في بيوتكم } مما لم أعانيه فكان يخبر الشخص بما أكل وبما يأكل وبما يأكل بعد { إن في ذلك } المذكور { لآية لكم إن كنتم مؤمنين } .
3 : 50
وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ
{ و } جئتكم { مصدقاً لما بين يدي } قبلي { من التوراة ولأحلَّ لكم بعض الذي حرم عليكم } فيها فأحل لهم من السمك والطير مالا صيصة له وقيل أحل الجميع فبعض بمعنى كل { وجئتكم بآية من ربكم } كرره تأكيدا وليبنى عليه { فاتقوا الله وأطيعون } فيما آمركم به توحيد الله وطاعته .
3 : 51
إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
{ إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا } الذي آمركم به { صراط } طريق { مستقيم } فكذبوه ولم يؤمنوا به .
3 : 52
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
{ فلمّا أحس } علم { عيسى منهم الكفر } وأرادوا قتله { قال مَنْ أنصاري } أعواني ذاهبا { إلى الله } لأنصر دينه { قال الحواريون نحن أنصار الله } أعوان دينه وهم أصفياء عيسى أول من آمن به وكانوا اثني عشر رجلا من الحور وهو البياض الخالص وقيل كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها { آمنّا } صدقنا { بالله واشهد } يا عيسى { بأنّا مسلمون } .
3 : 53
رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
{ ربنا آمنا بما أنزلت } من الإنجيل { واتَّبعنا الرسول } عيسى { فاكتبنا مع الشاهدين } لك بالوحدانية ولرسولك بالصدق .
3 : 54
وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
قال تعالى: { ومكروا } أي كفار بني إسرائيل بعيسى إذ وكلوا به من يقتله غيلة { ومكر الله } بهم بأن ألقى شبه عيسى على من قصد قتله فقتلوه ورفُع عيسى إلى السماء { والله خير الماكرين } أعلمهم به .
3 : 55
إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
اذكر { إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك } قابضك { ورافعك إليَّ } من الدنيا من غير موت { ومطهرك } مبعدك { من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك } صدقوا بنبوتك من المسلمين والنصارى { فوق الذين كفروا } بك وهم اليهود يعلونهم بالحجة والسيف { إلى يوم القيامة ثم إليَّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون } من أمر الدين .
3 : 56
فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ
{ فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا } بالقتل والسبي والجزية { والآخرة } بالنار { وما لهم من ناصرين } مانعين منه .
3 : 57
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ
( وأما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم ) بالياء والنون ( أجورهم والله لا يحب الظالمين ) أي يعاقبهم ، روي أن الله تعالى أرسل إليه سحابة فرفعته فتعلقت به أمه وبكت فقال لها إن القيامة تجمعنا وكان ذلك ليلة القدر ببيت المقدس وله ثلاث وثلاثون سنة وعاشت أمه بعده ست سنين وروى الشيخان حديث "" أنه ينزل قرب الساعة ويحكم بشريعة نبينا ويقتل الدجال والخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية "" وفي حديث مسلم أنه يمكث سبع سنين وفي حديث عن أبي دواد الطيالسي أربعين سنة ويتوفى ويصلى عليه فيحتمل أن المراد مجموع لبثه في الأرض قبل الرفع وبعده .
3 : 58
ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ
{ ذلك } المذكور من أمر عيسى { نتلوه } نقصه { عليك } يا محمد { من الآيات } حال من الهاء في نتلوه وعامله ما في ذلك من معنى الإشارة { والذكر الحكيم } المحكم أي القرآن .
3 : 59
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
{ إن مثل عيسى } شأنه الغريب { عند الله كمثل آدم } كشأنه في خلقه من غير أب وهو من تشبيه الغريب بالأغرب ليكون أقطع للخصم وأوقع في النفس { خلقه } أي آدم أي قالبه { من تراب ثم قال له كن } بشرا { فيكون } أي فكان وكذلك عيسى قال له كن من غير أب فكان .
3 : 60
الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ
{ الحق من ربك } خبر مبتدأ محذوف أي أمر عيسى { فلا تكن من الممترين } الشاكين.


Share: