Preloader Image

25 Jamadilakhir 1446H

Fri, 27 Dec 2024

Pray Time


4 : 81
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً
{ ويقولون } أي المنافقون إذا جاءوك أمرنا { طاعةٌ } لك { فإذا برزوا } خرجوا { من عندك بيَّت طائفة منهم } بإدغام التاء في الطاء وتركه أي أضمرت { غير الذي تقول } لك في حضورك من الطاعة أي عصيانك { والله يكتب } يأمر بكتب { ما يبيِّتون } في صحائفهم ليجازوا عليه { فأعرض عنهم } بالصفح { وتوكل على الله } ثق به فانه كافيك { وكفى بالله وكيلا } مفوضا إليه .
4 : 82
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً
{ أفلا يتدبرون } يتأملون { القرآن } وما فيه من المعاني البديعة { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } تناقضا في معانيه وتباينا في نظمه .
4 : 83
وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً
{ وإذا جاءهم أمر } عن سرايا النبي صلى الله عليه وسلم ما حصل لهم { من الأمن } بالنصر { أو الخوف } الهزيمة { أذاعوا به } أفشَوه نزل في جماعة من المنافقين أو في ضعفاء المؤمنين كانوا يفعلون ذلك فتضعف قلوب المؤمنين ويتأذى النبي { ولو ردوه } أي الخبر { إلى الرسول وإلى أُولي الأمر منهم } أي الرأي من أكابر الصحابة أي لو سكتوا عنه حتى يخبروا به { لعَلِمَه } هل هو مما ينبغي أن يذاع أو لا { الذين يستنبطونه } يتبعونه ويطلبون علمه وهم المذيعون { منهم } من الرسول وأولي الأمر { ولولا فضل الله عليكم } بالإسلام { ورحمته } لكم بالقرآن { لاتبعتم الشيطان } فيما يأمركم به من الفواحش { إلا قليلا } .
4 : 84
فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً
( فقاتل ) يا محمد ( في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك ) فلا تهتم بتخلفهم عنك المعنى قاتل ولو وحدك فإنك موعود بالنصر ( وحرض المؤمنين ) حثهم على القتال ورغبهم فيه ( عسى الله أن يكف بأس ) حرب ( الذين كفروا والله أشد بأسا ) منهم ( وأشد تنكيلا ) تعذبيا منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "" والذي نفسي بيده لأخرجن ولو وحدي "" فخرج بسبعين راكبا إلى بدر الصغرى فكف الله بأس الكفار بإلقاء الرعب في قلوبهم ومنع أبي سفيان عن الخروج كما تقدم في آل عمران .
4 : 85
مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا
{ من يشفع } بين الناس { شفاعة حسنة } موافقة للشرع { يكن له نصيب } من الأجر { منها } بسببها { ومن يشفع شفاعة سيئة } مخالفة له { يكن له كفل } نصيب من الوزر { منها } بسببها { وكان الله على كل شيء مقيتا } مقتدرا فيجازي كلَّ أحد بما عمل .
4 : 86
وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
{ وإذا حُيِّيتم بتحية } كأن قيل لكم سلام عليكم { فحيُّوا } المحيِّي { بأحسن منها } بأن تقولوا له عليك السلام ورحمة الله وبركاته { أوردُّوها } بأن تقولوا له كما قال أي الواجب أحدهما والأول أفضل { إن الله كان على كل شيء حسيبا } محاسبا فيجازي عليه ومنه ردُّ السلام وخصّت السنة الكافر والمبتدع والفاسق والمسلِّم على قاضي الحاجة ومن في الحمام والآكل فلا يجب الرد عليهم بل يكره في غير الأخير ويقال للكافر وعليك .
4 : 87
اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا
{ الله لا إله إلا هو } والله { ليجمعنكم } من قبوركم { إلى } في { يوم القيامة لا ريب } لا شك { فيه ومن } أي لا أحد { أصدق من الله حديثا } قولا .
4 : 88
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً
ولما رجع ناس من أُحد اختلف الناس فيهم، فقال فريق اقتلهم، وقال فريق: لا، فنزل: { فما لكم } ما شأنكم صرتم { في المنافقين فئتين } { والله أركسهم } ردهم { بما كسبوا } من الكفر والمعاصي { أتريدون أن تهدوا من أضلًـ } ـه { الله } أي تعدوهم من جملة المهتدين، والاستفهام في الموضعين للإنكار { ومن يضللـ } ـه { اللهُ فلن تجد له سبيلا } طريقا إلى الهدى .
4 : 89
وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا
{ ودُّوا } تمنوا { لو تكفرون كما كفروا فتكونون } أنتم وهم { سواء } في الكفر { فلا تتخذوا منهم أولياء } توالونهم وإن أظهروا الإيمان { حتى يهاجروا في سبيل الله } هجرة صحيحة تحقق إيمانهم { فإن تَوَلَّوْا } وأقاموا على ما هم عليه { فخذوهم } بالأسر { واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا } توالونه { ولا نصيرا } تنتصرون به على عدوكم .
4 : 90
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً
{ إلا الذين يصلون } يلجئون { إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } عهد بالأمان لهم ولمن وصل إليهم كما عاهد النبي صلى الله عليه وسلم هلال بن عويمر الأسلمي { أو } الذين { جاَءُوكم } وقد { حَصِرَتْ } ضاقت { صدورهم } عن { أن يقاتلوكم } مع قومهم { أو يقاتلوا قومهم } معكم أي ممسكين عن قتالكم وقتالهم فلا تتعرضوا إليهم بأخذ ولا قتل وهذا ما بعده منسوخ بآية السيف { ولو شاء الله } تسليطهم عليكم { لسلطهم عليكم } بأن يقّوي قلوبهم { فلقاتلوكم } ولكنه لم يشأه فألقى في قلوبهم الرعب { فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السَّلَمَ } الصلح أي انقادوا { فما جعل الله لكم عليهم سبيلا } طريقا بالأخذ والقتال .
4 : 91
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا
{ ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم } بإظهار الإيمان عندكم { ويأمنوا قومهم } بالكفر إذا رجعوا إليهم وهم أسد وغطفان { كلما رُدُّوا إلى الفتنة } دعوا إلى الشرك { أركسوا فيها } وقعوا أشد وقوع { فإن لم يعتزلوكم } بترك قتالكم { و } لم { يلقوا إليكم السَّلم و } لم { يكفوا أيديهم } عنكم { فخذوهم } بالأسر { واقتلوهم حيث ثقفتموهم } وجدتموهم { وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا } برهانا بينا ظاهرً على قتلهم وسبيهم لغدرهم .
4 : 92
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
{ وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا } أي ما ينبغي أن يصدر منه قتل له { إلا خطئا } مخطئا في قتله من غير قصد { ومن قتل مؤمنا خطأ } بأن قصد رمي غيره كصيد أو شجرة فأصابه أو ضربه بما لا يقتل غالبا { فتحرير } عتق { رقبة } نسمة { مؤمنة } عليه { ودية مسلمة } مؤداة { إلى أهله } أي ورثة المقتول { إلا أن يصَّدقوا } يتصدقوا عليه بها بأن يعفوا عنها وبينت السنة أنها مائة من الإبل عشرون بنت مخاض وكذا بنات لبون وبنو لبون، وحقاق وجذاع وأنها على عاقلة القاتل وهم عصبته إلا الأصل والفرع موزعة عليهم على ثلاث سنين على الغني منهم نصف دينار والمتوسط ربع كل سنة فان لم يفوا فمن بيت المال فإن تعذر فعلى الجاني { فإن كان } المقتول { من قوم عدوٌ } حرب { لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة } على قاتله كفارة ولا دية تسلم إلى أهله لحرابتهم { وإن كان } المقتول { من قوم بينكم وبينهم ميثاق } عهد كأهل الذمة { فدية } له { مسلَّمة إلى أهله } وهي ثلث دية المؤمن إن كان يهوديا أو نصرانيا وثلثا عشرها إن كان مجوسيا { وتحرير رقبة مؤمنة } على قاتله { فمن لم يجد } الرقبة بأن فقدها وما يحصلها به { فصيام شهرين متتابعين } عليه كفارة ولم يذكر الله تعالى الانتقال إلى الطعام كالظهار وبه أخذ الشافعي في أصح قوليه { توبة من اللهِ } مصدر منصوب بفعله المقدر { وكان الله عليما } بخلقه { حكيما } فيما دبره لهم .
4 : 93
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
{ ومن يقتل مؤمنا متعمِّدا } بأن يقصد قتله بما يقتل غالبا عالما بإيمانه { فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه } أبعده من رحمته { وأعد له عذابا عظيما } في النار وهذا مؤوَّل بمن يستحله أو بأن هذا جزاؤه إن جُوزي ولا يدفع في خلف الوعيد لقوله ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) وعن ابن عباس أنها على ظاهرها وأنها ناسخة لغيرها من آيات المغفرة وبينت آية البقرة أن قاتل العمد يقتل به وأن عليه الدية إن عفي عنه وسبق قدرها وبينت السنة أن بين العمد والخطأ قتلا يسمى شبه العمد وهو أن يقتله بما لا يقتل غالبا فلا قصاص فيه بل دية كالعمد في الصفة والخطأ في التأجيل والحمل وهو والعمد أولى بالكفارة من الخطأ .
4 : 94
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا
ونزل لما مر نفر من الصحابة برجل من بني سليم وهو يسوق غنما فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا إلا تقية فقتلوه واستاقوا غنمه { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم } سافرتم للجهاد { في سبيل الله فتبينوا } وفي قراءة فتثبتوا في الموضعين { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام } بألف أو دونها أي التحية أو الانقياد بكلمة الشهادة التي هي أمارة على الإسلام { لست مؤمنا } وإنما قلت هذا تقيه لنفسك ومالك فقتلوه { تبتغون } تطلبون لذلك { عرَضَ الحياة الدنيا } متاعها من الغنيمة { فعند الله مغانم كثيرة } تغنيكم عن قتل مثله لماله { كذلك كنتم من قبل } تعصم دماؤكم وأموالكم بمجرد قولكم الشهادة { فمنَّ الله عليكم } بالاشتهار وبالإيمان والاستقامة { فتبينوا } أن تقتلوا مؤمناً وافعلوا بالداخل في الإسلام كما فُعل بكم { إن الله كان بما تعملون خبيرا } فيجازيكم به .
4 : 95
لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا
{ لا يستوي القاعدون من المؤمنين } عن الجهاد { غير أولي الضرر } بالرفع صفة والنصب استثناء من زمانة أو عمى ونحوه { والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضَّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين } لضرر { درجة } فضيلة لاستوائهما في النية وزيادة المجاهدين بالمباشرة { وكلاٌ } من الفريقين { وعد الله الحسنى } الجنة { وفضَّل الله المجاهدين على القاعدين } لغير ضرر { أجرا عظيما } ويبدل منه .
4 : 96
دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
{ درجات منه } منازل بعضها فوق بعض من الكرامة { ومغفرة ورحمة } منصوبان بفعلهما المقدر { وكان الله غفورا } لأوليائه { رحيما } بأهل طاعته .ونزل في جماعة أسلموا ولم يهاجروا فقتلوا يوم بدر مع الكفار .
4 : 97
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا
{ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } بالمقام مع الكفار وترك الهجرة { قالوا } لهم موبخين { فيم كنتم } أي في شيء كنتم في أمر دينكم { قالوا } معتذرين { كنا مستضعَفين } عاجزين عن إقامة الدين { في الأرض } أرض مكة { قالوا } لهم توبيخا { ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها } من أرض الكفر إلى بلد آخر كما فعل غيركم، قال الله تعالى { فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا } هي .
4 : 98
إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً
{ إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } الذين { لا يستطيعون حيلة } لا قوة لهم على الهجرة ولا نفقة { ولا يهتدون سبيلا } طريقا إلى أرض الهجرة .
4 : 99
فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا
{ فأولئك عسى اللهُ أن يعفو عنهم وكان الله عفوَّا غفورا } .
4 : 100
وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا
{ ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما } مهاجرا { كثيرا وسعة } في الرزق { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت } في الطريق كما وقع لجندع بن ضمرة الليثي { فقد وقع } ثبت { أجره على الله وكان الله غفورا رحيما } .


Share: