Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


13 : 1
المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ
{ المر } الله أعلم بمراده بذلك { تلك } هذه الآيات { آيات الكتاب } القرآن والإضافة بمعنى من { والذي أنزل إليك من ربك } أي القرآن مبتدأ خبره { الحق } لا شك فيه { ولكن أكثر الناس } أي أهل مكة { لا يؤمنون } بأنه من عنده تعالى .
13 : 2
اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
{ الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها } أي العمد جمع عماد وهو الأسطوانة وهو صادق بأن لا عمد أصلا { ثم استوى على العرش } استواء يليق به { وسخر } ذلل { الشمس والقمر كلٌ } منهما { يجري } في فلكه { لأجل مسمى } يوم القيامة { يدبر الأمر } يقضي أمر ملكه { يفصِّل } يبين { الآيات } دلالات قدرته { لعلكم } يا أهل مكة { بلقاء ربكم } بالبعث { توقنون } .
13 : 3
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
{ وهو الذي مد } بسط { الأرض وجعل } خلق { فيها رواسي } جبالا ثوابت { وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين } من كل نوع { يغشي } يغطي { الليل } بظلمته { النهار إن في ذلك } المذكور { لآيات } دلالات على وحدانيته تعالى { لقوم يتفكرون } في صنع الله .
13 : 4
وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
{ وفي الأرض قطع } بقاع مختلفة { متجاورات } متلاصقات فمنها طيب وسبخ وقليل الريع وكثيرهُ وهو من دلائل قدرته تعالى { وجنات } بساتين { من أعناب وزرع } بالرفع عطفا على جنات، والجر على أعناب وكذا قوله { ونخيل صنوان } جمع صنو، وهي النخلات يجمعها أصل واحد وتشعب فروعها { وغير صنوان } منفردة { تسقى } بالتاء، أي الجنات وما فيها والياء، أي المذكور { بماء واحد ونفضّل } بالنون والياء { بعضها على بعض في الأكُل } بضم الكاف وسكونها فمن حلو وحامض وهو من دلائل قدرته تعالى { إن في ذلك } المذكور { لآيات لقوم يعقلون } يتدبرون .
13 : 5
وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ
{ وإن تعجب } يا محمد من تكذيب الكفار لك { فعجب } حقيق بالعجب { قولهم } منكرين للبعث { أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد } لأن القادر على إنشاء الخلق وما تقدم على غير مثال قادر على إعادتهم، وفي الهمزتين في الموضعين، وتحقيق الأولى وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين وتركها وفي قراءة بالاستفهام في الأول، والخبر في الثاني، وأخرى وعكسه { أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } .
13 : 6
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ
ونزل في استعجالهم العذاب استهزاءً { ويستعجلونك بالسيئة } العذاب { قبل الحسنة } الرحمة { وقد خلت من قبلهم المثلات } جمع المثلة بوزن الثمرة أي عقوبات أمثالهم من المكذبين أفلا يعتبرون بها ؟ { وإن ربك لذو مغفرة للناس على } مع { ظلمهم } وإلا لم يترك على ظهرها دابة { وإن ربك لشديد العقاب } لمن عصاه .
13 : 7
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ
{ ويقول الذين كفروا لولا } هلا { أنزل عليه } على محمد { آية من ربه } كالعصا واليد والناقة، قال تعالى: { إنما أنت منذر } مخوِّف الكافرين وليس عليك إتيان الآيات { ولكل قوم هاد } نبي يدعوهم إلى ربهم بما يعطيه من الآيات لا بما يقترحون .
13 : 8
اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ
{ الله يعلم ما تحمل كل أنثى } من ذكر وأنثى وواحد ومتعدد وغير ذلك { وما تغيض } تنقص { الأرحام } من مدة الحمل { وما تزداد } منه { وكل شيء عنده بمقدار } بقدر وحدٍّ لا يتجاوزه .
13 : 9
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ
{ عالم الغيب والشهادة } ما غاب وما شوهد { الكبير } العظيم { المتعالي } على خلقه بالقهر، بياء ودونها .
13 : 10
سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ
{ سواء منكم } في علمه تعالى { من أسر القول ومن جهر به ومن هو مُستخف } مستتر { بالليل } بظلامه { وسارب } ظاهر بذهابه في سربه، أي طريقه { بالنهار } .
13 : 11
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ
{ له } للإنسان { معقبات } ملائكة تتعقبه { من بين يديه } قدامه { ومن خلفه } ورائه { يحفظونه من أمر الله } أي بأمره من الجن وغيرهم { إن الله لا يغيِّر ما بقوم } لا يسلبهم نعمته { حتى يغيِّروا ما بأنفسهم } من الحالة الجميلة بالمعصية { وإذا أراد الله بقوم سوءا } عذابا { فلا مرد له } من المعقبات ولا غيرها { وما لهم } لمن أراد الله بهم سوءا { من دونه } أي غير الله { من } زائدة { وال } يمنعه عنهم .
13 : 12
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ
{ هو الذي يريكم البرق خوفا } للمسافرين من الصواعق { وطمعا } للمقيم في المطر { وينشئ } يخلق { السحاب الثقال } بالمطر .
13 : 13
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ
{ ويسبح الرعد } هو ملك موكل بالسحاب يسوقه متلبسا { بحمده } أي يقول سبحان الله وبحمده { و } يسبح { الملائكة من خيفته } أي الله { ويرسل الصواعق } وهي نار تخرج من السحاب { فيصيب بها من يشاء } فتحرقه نزل في رجل بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم من يدعوه فقال من رسول الله وما الله أمن ذهب هو أم من فضة أم نحاس فنزلت به صاعقة فذهبت بقحف رأسه { وهم } أي الكفار { يجادلون } يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم { في الله وهو شديد المحال } القوة أو الأخذ .
13 : 14
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ
{ له } تعالى { دعوة الحق } أي كلمته وهي لا إله إلا الله { والذين يدعون } بالياء والتاء يعبدون { من دونه } أي غيره وهم الأصنام { لا يستجيبون لهم بشيء } مما يطلبونه { إلا } استجابة { كباسط } أي كاستجابة باسط { كفيه إلى الماء } على شفير البئر يدعوه { ليبلغ فاه } بارتفاعه من البئر إليه { وما هو ببالغه } أي فاه أبدا فكذلك ما هم بمستجيبين لهم { وما دعاء الكافرين } عبادتهم الأصنام أو حقيقة الدعاء { إلا في ضلال } ضياع .
13 : 15
وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ
{ ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا } كالمؤمنين { وكرها } كالمنافقين ومن أكره بالسيف { و } يسجد { ظلالهم بالغدو } البكور { والآصال } العشايا .
13 : 16
{س} قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
{ قل } يا محمد لقومك { مَن رب السماوات والأرض قل الله } إن لم يقولوه لا جواب غيره { قل } لهم { أفاتخذتم من دونه } أي غيره { أولياء } أصناما تعبدونها { لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا } وتركتم مالكهما ؟ استفهام توبيخ { قل هل يستوي الأعمى والبصير } الكافر والمؤمن { أم هل تستوي الظلمات } الكفر { والنور } الإيمان ؟ لا { أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق } أي الشركاء بخلق الله { عليهم } فاعتقدوا استحقاق عبادتهم بخلقهم ؟ استفهام إنكار ؟ أي ليس الأمر كذلك ولا يستحق العبادة إلا الخالق { قل الله خالق كل شيء } لا شريك له فيه فلا شريك له في العبادة { وهو الواحد القهار } لعباده .
13 : 17
أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ
ثم ضرب مثلا للحق والباطل فقال { أنزل } تعالى { من السماء ماء } مطرا { فسالت أودية بقدرها } بمقدار ملئها { فاحتمل السيل زبدا رابيا } عاليا عليه هو ما على وجهه من قذر ونحوه { ومما توقدون } بالتاء والياء { عليه في النار } من جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس { ابتغاه } طلب { حلية } زينة { أو متاع } ينتفع به كالأواني إذا أذيبت { زبد مثله } أي مثل زبد السيل وهو خبثه الذي ينفيه الكير { كذلك } المذكور { يضرب الله الحق والباطل } أي مثلهما { فأما الزبد } من السيل وما أوقد عليه من الجواهر { فيذهب جفاءً } باطلا مرميا به { وأما ما ينفع الناس } من الماء والجواهر { فيمكث } يبقى { في الأرض } زمانا كذلك الباطل يضمحل وينمحق وإن علا على الحق في بعض الأوقات والحق ثابت باقي { كذلك } المذكور { يضرب } يبيِّن { الله الأمثال } .
13 : 18
لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
{ للذين استجابوا لربهم } أجابوه بالطاعة { الحسنى } الجنة { والذين لم يستجيبوا له } وهم الكافر { لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوْا به } من العذاب { أولئك لهم سوء الحساب } وهو المؤاخذة بكل ما علموه لا يغفر منه شيء { ومأواهم جهنم وبئس المهاد } الفراش هي .
13 : 19
أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
ونزل في حمزة وأبي جهل { أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق } فآمن به { كمن هو أعمى } لا يعلمه ولا يؤمن به لا { إنما يتذكر } يتعظ { أولوا الألباب } أصحاب العقول .
13 : 20
الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ
{ الذين يوفون بعهد الله } المأخوذ عليهم وهم في عالم الذر أو كل عهد { ولا ينقضون الميثاق } بترك الأيمان أو الفرائض .


Share: