Preloader Image

20 Jamadilakhir 1446H

Sun, 22 Dec 2024

Pray Time


12 : 21
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
{ وقال الذي اشتراه من مصر } وهو قطفير العزيز { لامرأته } زليخا { أكرمي مثواه } مقامه عندنا { عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا } وكان حصورا { وكذلك } كما نجيناه من القتل والجب وعطفنا عليه قلب العزيز { مكنَّا ليوسف في الأرض } أرض مصر حتى بلغ ما بلغ { ولنعلِّمه من تأويل الأحاديث } تعبير الرؤيا عطف على مقدر متعلق بمكنا أي لنملكه أو الواو زائدة { والله غالب على أمره } تعالى لا يعجزه شيء { ولكن أكثر الناس } وهم الكفار { لا يعلمون } ذلك .
12 : 22
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
{ ولما بلغ أشده } وهو ثلاثون سنة أو وثلاث { آتيناه حكما } حكمة { وعلما } فقها في الدين قبل أن يبعث نبيا { وكذلك } كما جزيناه { نجزي المحسنين } لأنفسهم .
12 : 23
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
{ وراودته التي هو في بيتها } هي زليخا { عن نفسه } أي طلبت منه أن يواقعها { وغلَّقت الأبواب } للبيت { وقالت } له { هيْت لك } أي هلم واللام للتبيين وفي قراءة بكسر الهاء وأخرى بضم التاء { قال معاذ الله } أعوذ بالله من ذلك { إنه } الذي اشتراني { ربي } سيدي { أحسن مثواي } مقامي فلا أخونه في أهله { إنه } أي الشأن { لا يفلح الظالمون } الزناة .
12 : 24
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ
{ ولقد همَّت به } قصدت منه الجماع { وهمَّ بها } قصد ذلك { لولا أن رأى برهان ربه } قال ابن عباس مَثُل له يعقوب فضرب صدره فخرجت شهوته من أنامله وجواب لولا لجامعها { كذلك } أريناه البرهان { لنصرف عنه السوء } الخيانة { والفحشاء } الزنا { إنه من عبادنا المخلصين } في الطاعة وفي قراءة بفتح اللام أي المختارين .
12 : 25
وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
{ واستبقا الباب } بادر إليه يوسف للفرار وهي للتشبث به فأمسكت ثوبه وجذبته إليها { وقدَّت } شقت { قميصه من دبر وألفيا } وجدا { سيدها } زوجها { لدى الباب } فنزعت نفسها ثم { قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا } زنا { إلا أن يسجن } يحبس في سجن { أو عذاب أليم } مؤلم بأن يضرب .
12 : 26
قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ
{ قال } يوسف متبرئا { هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها } ابن عمها، روي أنه كان في المهد فقال { إن كان قميصه قُدَّ من قُبل } قدام { فصدقت وهو من الكاذبين }
12 : 27
وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ
{ وإن كان قميصه قُدَّ من دبُر } خلف { فكذبت وهو من الصادقين } .
12 : 28
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ
{ فلما رأى } زوجها { قميصه قُدّ من دبر قال إنه } أي قولك (ما جزاء من أراد) إلخ { من كيدكن } أيها النساء { إن كيدكن عظيم } .
12 : 29
يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ
ثم قال يا { يوسف أعرض عن هذا } الأمر ولا تذكره لئلا يشيع { واستغفري } يا زليخا { لذنبك إنك كنت من الخاطئين } الآثمين، واشتهر الخبر وشاع .
12 : 30
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
{ وقال نسوة في المدينة } مدينة مصر { امرأة العزيز تراود فتاها } عبدها { عن نفسه قد شغفها حبا } تمييز، أي دخل حبه شغاف قلبها، أي غلافه { إنا لنراها في ضلال } أي في خطأ { مبين } بيِّن بحبها إياه .
12 : 31
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ
{ فلما سمعت بمكرهن } غيبتهن لها { أرسلت إليهن وأعتدت } أعدت { لهن متكأ } طعاما يقطع بالسكين للاتكاء عنده وهو الأترج { وآتت } أعطت { كل واحدة منهن سكينا وقالت } ليوسف { اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه } أعظمنه { وقطَّعن أيديهن } بالسكاكين ولم يشعرن بالألم لشغل قلبهن بيوسف { وقلن حاش لله } تنزيها له { ما هذا } أي يوسف { بشرا إن } ما { هذا إلا ملك كريم } لما حواه من الحسن الذي لا يكون عادة في النسمة البشرية، وفي الحديث (أنه أعطي شطر الحسن) .
12 : 32
قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ
{ قالت } امرأة العزيز لما رأت ما حل بهن { فذلكن } فهذا هو { الذي لمتنني فيه } في حبه بيان لعذرها { ولقد راودته عن نفسه فاستعصم } امتنع { ولإن لم يفعل ما آمره } به { ليسجنن وليكونا من الصاغرين } الذليلين فقلن له أطع مولاتك .
12 : 33
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ
{ قال رب السجن أحبُ إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصْبُ } أمل { إليهن وأكن } أصر { من الجاهلين } المذنبين والقصد بذلك الدعاء فلذا قال تعالى .
12 : 34
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
{ فاستجاب له ربه } دعاءه { فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع } للقول { العليم } بالفعل .
12 : 35
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ
{ ثم بدا } ظهر { لهم من بعد ما رأوا الآيات } الدالات على براءة يوسف أن يسجنوه دل على هذا { ليسجننه حتى } إلى { حين } ينقطع فيه كلام الناس فسجن .
12 : 36
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
{ ودخل معه السجن فتيان } غلامان للملك أحدهما ساقيه والآخر صاحب طعامه فرأياه يعبر الرؤيا فقالا لنختبرنه { قال أحدهما } وهو الساقي { إني أراني أعصر خمرا } أي عنبا { وقال الآخر } وهو صاحب الطعام { إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا } خبرنا { بتأويله } بتعبيره { إنا نراك من المحسنين } .
12 : 37
قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
{ قال } لهما مخبرا أنه عالم بتعبير الرؤيا { لا يأتيكما طعام ترزقانه } في منامكما { إلا نبأتكما بتأويله } في اليقظة { قبل أن يأتيكما } تأويله { ذلكما مما علمني ربي } فيه حث على إيمانهما ثم قوّاه بقوله { إني تركت ملة } دين { قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم } تأكيد { كافرون } .
12 : 38
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ
{ واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان } ينبغي { لنا أن نشرك بالله من } زائدة { شيء } لعصمتنا { ذلك } التوحيد { من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس } وهم الكفار { لا يشكرون } الله فيشركون ثم صرح بدعائهما إلى الإيمان فقال .
12 : 39
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
{ يا صاحبي } ساكني { السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار } خير ؟ استفهام تقرير .
12 : 40
مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
{ ما تعبدون من دونه } أي غيره { إلا أسماء سميتموها } سميتم بها أصناما { أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها } بعادتها { من سلطان } حجة وبرهان { إن } ما { الحكم } القضاء { إلا لله } وحده { أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك } التوحيد { الدين القيم } المستقيم { ولكنَّ أكثر الناس } وهم الكفار { لا يعلمون } ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون .


Share: